الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

محطة فى فرنسا لتوليد الكهرباء من "الشمام

أصبح الشمام عنصرا مهما لتوليد الطاقة فى مدينة مواساك الفرنسية بعد أن تم افتتاح أول محطة لتوليد الطاقة الخضراء صديقة للبيئة تنتج الكهرباء من هذه الفاكهة سريعة التلف، حيث لاحظت شركة "بواييه" وهى شركة مساهمة تضم أكثر من 100 من كبار مزارعي الفاكهة فى مواساك أنها تفقد سنويا أكثر من 2000 طن من الفاكهة معظمها من الشمام لعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي بعد تعرضها للتلف، فبادرت بإقامة محطة لتوليد الطاقة باستخدام الشمام كمصدر لها.

وذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية الأحد أن جويل بويير مدير شركة بواييه أكد أن شركة "جرين وات" البلجيكية المتخصصة فى إنتاج الطاقة النظيفة هي التي تولت إقامة هذه المحطة التي تستهلك سنويا 20 ألف طن من الشمام جانب كبير منه غير منتهى الصلاحية.

وأضافت أن الشركة اتفقت مع شركة كهرباء فرنسا "إو دى أف" على ربط محطتها بشبكتها العامة من أجل بيع كهرباء الشمام لها لتوفير التدفئة والكهرباء لعدد غير قليل من منازل مواساك.

يشار إلى أن المحطة الخضراء مزودة بأجهزة تقوم بتحويل الشمام بعد عصره إلى ميثان الذى يتولى تدوير توربينات توليد الطاقة، وتكلفت المحطة نحو 1.5 مليون يورو.

يذكر أن شركة بواييه اتفقت أيضا على إقامة مصنع لإنتاج المخصبات الزراعية من بقايا الشمام المعصور


.

 

 

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

تسويق السعودية

سويق السعودية كدولة في هذا العالم المتغيّر يواجه تحديات كبرى لعل أبرزها يتمثل في احتدام المنافسة العالمية على حصص التجارة والسياحة والاستثمار واللوجيستيات، وكذلك عمق تجربة الدول الأخرى في السوق العالمي، وعراقة حضورها التاريخي في أذهان الناس، وأيضاً المعايير المنحازة التي توضع أحياناً بشكل يخدم مصلحة دول معينة - أو تكتلات دولية - على حساب دول أخرى. ما يوحد بين كل هذه التحديات هو كونها خارجية من حيث المصدر وموحّدة من حيث النوع، وتواجهها كل دولة تسعى لتسويق نفسها سواءً كانت البرازيل أو أستراليا أو ماليزيا. غير أن لكل دولة من هذه الدولة تحديات داخلية ذات طبيعة تختلف من دولة لأخرى. فالصين تعاني عند تسويق نفسها من سمعة حزبها الشيوعي الحاكم كسلطة قمعية ومن ملفات حقوق الإنسان المتراكمة فيها، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تعاني من تاريخها الاستعماري الذي ما زالت جراحه بادية على أجساد دول عديدة في المنطقة؛ مما يجعل أي بادرة تسويقية من قبلهم مشوبة بالتوجس والكراهية المسبقة، والولايات المتحدة طالما عانت عند تسويق نفسها من سياساتها الدولية المنحازة وسمعتها كشرطيّ عالمي متقلب المصالح. فلا الحزب الشيوعي الحاكم في الصين مستعد للتنازل عن سلطته من أجل صورة تسويقية أفضل، ولا بريطانيا قادرة على محو تاريخها الاستعماري الطويل، بينما تحاول الولايات المتحدة الأميركية توظيف آلتها الثقافية الكبرى (إعلاماً ومجتمعاً وهجرة) للتقليل من أثر سياساتها الخارجية وتسويق نفسها بصورة أفضل.

أما في السعودية، فإن أبرز التحديات الداخلية التي تعيق عملية تسويقها دولياً هو عدم حضور مفهوم تسويق الدولة بشكل ملحّ في الإستراتيجية الاقتصادية؛ مما أدى إلى تضاؤل فرص نمو هذه الثقافة بشكل طبيعي حتى أصبح طرحها الآن يعدّ منفراً ومثيراً للريبة. فتسويق الدولة، بغض النظر عن جوهره العلميّ وضرورته الواقعية، يعكس لدى كثيرين حالة مبتذلة يربأ البعض بدولة مثل السعودية أن تنخرط فيها. وكذلك فهي حالة مثيرة للريبة خشية أن يؤدي ذلك إلى تقديم تنازلات ثقافية تتعارض مع السائد من الأعراف والتقاليد. وبطبيعة الحال، فإن تسويق الدولة لا يعني بالضرورة عرضها للبيع! ولا يعني أيضاً تقديم تنازلات للعميل المستهدف. الصورة المهزوزة التي تصاحب مفهوم التسويق باعتباره (دعاية) هي صورة سطحية يتم استنباطها بشكل مباشر من تسويق المنتجات والخدمات ثم يتم إسقاطها على تسويق الدول الذي هو مفهوم مختلف في سياقه وطبيعته. الاعتراض المبدئي على تسويق الدولة ينبع غالباً من اعتبارات نرجسية أو قومية تدخل جميعها في سياق إساءة فهم (تسويق الدولة)؛ حين لا تدرك أن هذا المفهوم ليس إلا تتويجاً لمقدّرات الدولة ومكتسباتها الوطنية، وتمكيناً لها من من أن تبوأ مقعدها العالمي المستحقّ. إضافة إلى ذلك، فهو ضرورة اقتصادية يفرضها الاقتصاد العولميّ الآن على الجميع، وإن بدت حاجة الدول ذات الاقتصاد الريعيّ له غير ملحّة، فإنها تزداد إلحاحاً بشكل مضطرد لا يغفل عنه سوى ساهٍ عن الساحة الدولية أو مفرّط في مستقبل وطنه.

وفي السعودية، يمكن إحصاء بضع جهات حكومية اجتهدت في مضمار تسويق الدولة مثل الهيئة العليا للاستثمار والهيئة العامة للسياحة والآثار، وكذلك وزارة الخارجية في المجال الدبلوماسي، وكل هذه الجهات تسعى لأهداف محددة وواضحة، وفي أغلب الأحيان مؤقتة أو مؤطرة بسقف معلوم، وفي جميع الأحيان تقيّد هذه الجهود قوانين وأنظمة واعتبارات سياسية لا حصر لها. وطالما اصطدمت الهيئة العليا للاستثمار بالترهل العام في البيئة البيروقراطية داخل السعودية مما اضطرها لقصر نشاطها على جلب رؤوس أموال ذات مواصفات معينة يمكن أن يخصص لها أنظمة استثنائية في نطاق محدود، ولطالما اصطدمت الهيئة العليا للسياحة والآثار بقيود إجرائية وأمنية وثقافية تعيق عملية استقطاب السائح الأجنبي أو الاستفادة من بعض المناطق الأثرية سياحياً. كذلك انخرطت وزارة الخارجية منذ أحداث سبتمبر في جهود دبلوماسية واسعة لنفي شبهة الإرهاب العالمي عن السعودية؛ فاصطدمت بخلايا إرهابية محلية من أبناء الوطن زادوا مهمتها صعوبة وتعقيداً. إذاً، كل جهة حكومية تناولت الجانب الذي يعنيها من تسويق الدولة ومارسته بطريقة لم تخل من القصور ولم تسلم من العوائق. لم يتم تسويق الدولة كإستراتيجية شاملة من قبل، ولم تنبر لهذه المهمة أي جهة حكومية بشكل مستقل، ولا يلام أي منها على ذلك بطبيعة الحال؛ حيث لا يوجد جهة حكومية تملك سلطة كافية للتحكم في جميع الجوانب المتعددة التي تسهم في تكوين صورة تسويقية للسعودية.

ولكن إذا افترضنا أن السعودية تمكنت من تجاوز كل العوائق المختلفة، وشرعت فعلياً في إستراتيجية تسويق شاملة يتحقق من خلالها حضور عالمي أقوى وفوائد اقتصادية ملموسة، فإنها ستصطدم أيضاً بمشكلات تتعلق بماهية الصورة التي يتعيّن على هذا الإستراتيجية التسويقية خلقها في ذهن العالم. فموقع السعودية على الخريطة الدولية يحمل إشكالات عدة من دورها الجوهري في أسواق الطاقة إلى موقعها الجيوسياسي كقوة إقليمية، بالإضافة إلى مكانتها المحورية كمركز ديني على مستويي الثقافة والجغرافيا. كل هذه الأبعاد تجعل من عملية تسويق السعودية مشروعاً معقداً، ليس لأن هذه الاعتبارات السابق ذكرها تتعارض مع القيمة التسويقية بالضرورة بل ربما لأنها تقترح محاور تسويقية أكثر تعقيداً مما يمكن أن تختزله صورة تسويقية موحّدة. فتسويق السعودية كمصدر طاقة العالم يعرضها لانتقادات بيئية ناهيك عن تعرضها للّوم - بسبب أو دون سبب - عند كل أزمة طاقة في العالم، وتسويقها كقوة جيوسياسية في الشرق الأوسط يفرض عليها التزامات إقليمية تتنافى مع الحياد الذي يفترض بالمراكز الاقتصادية، كما أن تسويقها كمركز إسلامي ومهوى أفئدة يطرح من المعادلة أربعة أخماس العالم من غير المسلمين. كيف يمكن للسعودية أن تسوّق نفسها كدولة تسويقاً يعكس كل هذه المقدرات الكبرى التي تمتلكها؟ إن محاولة تكريس كل هذه الأبعاد في صورة واحدة يخرج عادة بصورة معقدة غير قابلة للرسوخ في ذهن العالم بسهولة. ولعل المقالة القادمة تقترح رؤية مبدئية لتبسيط هذه الصورة وتجاوز العوائق المذكورة.

 

الكاتب : محمد حسن علوان
الوطن : 22/9/2011م

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=7471#.TnqXB_OqjUE.facebook

 

السبت، 17 سبتمبر 2011

من كتاب : الإسلام السياسي

~ لا تقولوا الديموقراطية كفر ! ~

 

الحضور الإسلامي على الساحة العالمية طولاً و عرضاً من أقصى المغرب في الولايات المتحدة الأمريكية ( 6 ملايين مسلم بين سود و بيض و مهاجرين ) إلى الجاليات العربية في كندا شمالاً إلى انجلترا و فرنسا و ألمانيا في قلب أوروبا بما فيها من ملايين الجزائريين و المغاربة و العرب و الهنود إلى الشرق .. تركيا و ألبانيا .. إلى القارة الأسيوية الشاسعة حيث نجد دولاً بكاملها إسلامية مثل أذربيجان و أوزباكستان و تركمانيتان و ترستان و كازاخستان و بنجلاديش و باكستان و كشمير و أندونيسيا و جزر القمر إلى القارة الهندية ذاتها و فيها أكثر من مائة مليون مسلم إلى أفريقيا جنوباً حيث الدول العربية من مصر و السودان و أرتيريا إلى لبنان و سوريا و فلسطين و العراق و الخليج و المملكة العربية السعودية و اليمن .. إلى تونس و ليبيا و الجزائر و المغرب و السنغال و موريتانيا على المتوسط و الأطلسي .. إلى الصومال في الحزام الإستوائى .. إلى تشاد و النيجر في عمق الصحراء ..

 

ألف و مليون من البشر أو يزيد تحت راية واحدة هي : راية لا إله إلا الله ..

 

هذا الحضور الكبير بعمقه التاريخي تعرض للحصار و التمزيق و تعرض للتحدي و تعرض للغزو الفكري و تعرض للحروب الفعلية المتعددة من قوى الإستعمار التي نزلت بذاتها و ثقلها في الماضي و نهبت الثروات و حطمت الإمبراطوريات و رحلت بعد أن أعملت التفتيت و التقسيم و التمزيق .. و بعد أن خلقت حدوداً مفتعلة و أقامت زعامات "عميلة" و تركت جروحاً غائرة .. و ظل الإسلام باقياً رغم البلاء ..

 

 

و لما لم تنفع تلك الفتن في القضاء على الإسلام طرحوا علينا الفكرة الماركسية و أغرقونا في صراع اليميني و اليساري و أوقعونا في الخراب الشمولي و الإشتراكي .. و من لم يقبل الماركسية استدرجوه إلى القومية و العروبية .. و الذين تحمسوا للقومية و العروبية نسوا أن الذي جعل للعروبة راية وصوتاً و وحده .. كان الإسلام .. و قبل الإسلام كان العرب قبائل يقتل بعضها بعضاً لا نفير لها و لا راية .. بل إن اللغة العربية ذاتها لم يكن لها ذيوع و لا انتشار قبل القرآن .

 

و دارت الدوائر و سقطت الماركسية و اختفت الشيوعية و افتضحت القومية و تعرت الشعارات الزائفة فاستداروا ليكروا علينا بوجوه جديدة و شعارات جديدة .. هذه المرة اسمها الليبرالية و العلمانية ..

 

 

أما الليبرالية فهي أن تفعل ما تشاء لا تسأل عن حرام أو حلال .. و هي غواية لها جاذبيتها .. فهم سوف يلبون لك شهواتك و لذّاتك .. و لكن لذّاتك ليست هدفهم بل هدفهم عزل الدين و إخراجه من الساحة .. و إبطال دوره .. و أدواتهم هذه المرة هي السينما و المسرح و الملهى و المرقص و البار و الخمور و المخدرات و النساء الباهرات .. و كغطاء فلسفي لتلك الهجمة الشرسة جاءوا بالعلمانية .. دع ما لقيصر لقيصر و ما لله لله !

 

و لله المسجد تصلي فيه و تتعبد و تسجد و تركع كيف شئت .. و لكن الشارع لنا و السياسة لنا و نظام الحياة من شأننا و لا شأن لله فيه و لا أمر و لا نهي لله فيه ..

( نعم للعقيدة و لا للشريعة ) !

 

 

و المعركة ما زالت دائرة و نحن في معمعتها و الراية هذه المرة هي الإسلام السياسي .. نكون أو لا نكون .. و هم مازالوا يفكرون بنا .. فإن خروج الإسلام من الحياة سوف يعقبه خروج الإسلام من المسجد ثم هزيمته الكاملة .. فالإسلام منهج حياة و لا يمكن أن يكون له نصف حياة أو أن يسجن في صومعة ..

 

و لكي يكسبوا المعركة قبل أن يخوضوها جعلوا من الإسلام السياسي خصماً للديمقراطية .. و وقع "السذج" من المسلمين في الفخ فقالوا معهم أن الديمقراطية كفر ! .. و هذا منتهى أمانيهم !

 

و الحق الذي لا مراء فيه أن الإسلام لا يمكن أن يكون خصماً للديمقراطية .. فالإنتخاب و البيعة و الشورى و الإستماع إلى رأى الخصم هو صميم الإسلام .. و التعددية في الرأي أساس في الإسلام .. بينما الإنفراد بالرأي و الديكتاتورية و القهر مرفوض من الإسلام جملة و تفصيلاً .

 

و اليوم و المعركة تدور يجب أن يفهم كل مسلم أين يقف و مع من و ضد من ؟

و سوف يخسر المسلم كثيراً إذا وقف ضد الديمقراطية بل سوف يخسر دينه و سوف يخسر نفسه ..

 

و الحقيقة أن الديمقراطية ديانتنا .. و قد سبقناهم إليها منذ أيام نوح عليه السلام الذي ظل يدعو قومه بالحسنى على مدى تسعمائة سنة من عمره المديد لا قوة له و لا سلاح إلا الرأي و الحجة يدعوهم بالكلمة في برلمان مفتوح يقول فيه و يسمع .. بينما هم يسخرون منه و يهددونه بالرجم ..

 

في تلك الأيام كان هؤلاء البهم الهمج هم أجداد أجداد مستعمري اليوم .. و كان نوح النبي عليه السلام هو رسول الإسلام و المتحدث بلسانه ..

 

و حينما خرج النبي محمد عليه الصلاة والسلام في آخر سلسلة الأنبياء .. كان الله مازال يقول له نفس الشيء :

 

( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )

( إن أنت إلا نذير )

( إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر )

( ما أنت عليهم بجبار )

 

و تلك هي الأصول الحقيقية للديمقراطية فهي تراث إسلامي ..

فإذا قالوا لكم : الديمقراطية

قولوا : الديمقراطية لنا و نحن حملة لوائها و نحن أولى بها منكم

 

و لكنهم سوف يلتفون ليخرجوا بمكيدة أخرى ..

 

فيقولوا : إن الإسلام ليس فيه نظرية للحكم !

و سوف نقول : و تلك فضيلة الإسلام و ميزته .. فلو نص القرآن على نظرية للحكم لسجنتنا هذه النظرية كما سجنت الشيوعيين ماركسيتهم فماتوا بموتها .. و التاريخ بطوله و عرضه و تغيراته المستمرة و حاجاته المتجددة المتطورة لا يمكن حشره في نظرية .. و لو سجنته في قالب ما يلبث كالثعبان أن يشق الثوب الجامد و ينسلخ منه ..

 

و الأفضل أن يكون هناك إطار عام و توصيات عامة و مبادئ عامة للحكم الأمثل .. مثل العدل و الشورى و حرية التجارة و حرية الإنتاج و احترام الملكية الفردية و قوانين السوق و كرامة المواطن و أن يأتي الحكام بالإنتخاب و يخضعوا لدستور .

 

أما تفاصيل هذا الدستور فهو أمر سوف يخضع لمتغيرات التاريخ و هو ما يجب أن يترك لوقته

و الأيديولوجيات التي حاولت المصادرة على تفكير الناس و فرضت عليهم تفكيراً مسبقاً و نهجاً مسبقاً قال به هذا أو ذاك من العباقرة .. ثبت فشلها .

 

و هذا ما فعله القرآن .. فقد جاء بإطار عام و توصيات عامة و مبادئ عامة للحكم الأمثل .. و ترك باقي التفاصيل لإجتهاد الناس عبر العصور .. ليأتي كل زمان بالشكل السياسي الذي يلائمه .. و في خضم الإجتهاد الإسلامي سوف تجد محصولاً عظيماً تأخذ منه و تدع ..

 

من أيام الشيخ محمد عبده و الأفغاني و حسن البنا و المودودى إلى زمان مالك بن نبي و المهدي بن عبود و الزندانىء إلى إبراهيم بن علي الوزير و الشيخ محمد الغزالي و الشعراوى و يس رشدي و الدكتور محمد عمارة و كمال أبو المجد .. موسوعة من الفكر سوف تمد من يقرأها بمدد من الفهم لا ينفذ ..

 

 

و السؤال الذي يخرجون به من وقت لأخر : ألا يحرم الإسلام على المرأة أن تعمل ؟

 

وهم لا يكفون عن ترديده ..

 

و أقول لهم : هاتوا آية واحدة من القرآن تثبت كلامكم ..

و الأمر القرآني للنساء بالقرار في البيوت كان لنساء النبي ..

و كان مشفوعاً في مكان آخر بالآية : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ) .

و تلك إذن خصوصية لزوجات الرسول عليه الصلاة و السلام ..

 

و هل رأيتم زوجة ريجان تعمل أو زوجة بوش لها بوتيك .. إن كل واحدة منهما عملها الوحيد زوجها .. و هن زوجات رؤساء علمانيين .. فما بال زوجة سيد البشر و خاتم الأنبياء صاحب الرسالة الكبرى .. كيف يجوز أن يكون لها عمل آخر غير زوجها .

 

الخصوصية هنا واضحة .. و هي لا تنسحب إلا على من كن مثلها من نساء الأمة و من كن في مثل ظروفها ..

 

 

و الكلام الآخر السخيف الذي يرفض الدولة الإسلامية لأنها دولة دينية .. لم يفهم كلمة عمر بن الخطاب و أبى بكر و هم السادة و المثل .. حينما يقول الواحد منهم صبيحة بيعته : " إن أصبت فاعينوني وإن أخطأت فقوموني " .

 

لا عصمة لحاكم إذن .. و لا حكم إلهي في الإسلام .. و إنما هو حكم "مدني" "ديمقراطي" يخطيء صاحبه و يراجع .

 

و قولهم بأن الإسلام يقف سداً منيعاً أمام اجتهاد العقل .. بمقولته الشهيرة : لا اجتهاد مع النص .. و ما أكثر النصوص .. بل القرآن كله نصوص ..

 

أقول لهم : لا يوجد في القرآن نص أكثر تحديداً و صرامة من قطع يد السارق و قد جاء في القرآن هذا النص مطلقاً لا استثناء فيه ..

( و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما )

ومع ذلك فقد اجتهد النبي عليه الصلاة و السلام في فهم النص فلم يطبقه في الحروب .. و اجتهد فيه عمر بن الخطاب فلم يطبقه في عام المجاعة .. و هي استثناءات لم ترد في القرآن .. فضربا بذلك المثل على جواز الإجتهاد و جواز عمل العقل حتى في نص من نصوص الشريعة .. فما بال النصوص الأخرى التي لا تمس حكماً أو عبادة ..

 

 

أما حكاية الفن و التناقض الذي خلقوه بين الفن و الدين ليجعلوا من الإسلام عدواً للجمال ، أقول حتى الشعر و الشعراء الذين قال عنهم القرآن : إنه يتبعهم الغاوون و أنهم في كل وادٍ يهيمون .. و أنهم يقولون مالا يفعلون .. عاد فاستثنى قائلاً .. إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات .. و ينطبق هذا على الفنون كلها .. فهي جميعاً تخضع لنفس القاعدة ..

 

حسنها حسن .. و قبيحها قبيح .. كل ما يدعو منها للخير هو حسن .. و كل ما يدعو للفساد هو فن قبيح .. و هي قاعدة يطبقونها حتى في الغرب .. فهم يقولون عن كثير من الأعمال الفنية إنها رديئة و هابطة .. و الفن الرديء عندهم متهم كما هو في كل مكان ..

 

و المعركة مستمرة ..

 

 

و لكننا في حاجة إلى كتيبة تجدد الدين و تقاتل خصومه بأسلحة العصر و ليس بفتاوى ألف سنة مضت !

 

فالإسلام السياسي هو إسلام ينازع الآخرين سلطاتهم .. و هو بطبيعته يريد أرضاً يقف عليها غيره .. و هو لا يريد أن يحكم بل يريد أن يحرر .. هو يريد أن يحرر أرضه المغتصبة .. ويريد أن يحرر عقولاً قام الأخرون بغسلها و تغريبها .. و يريد أن يسترد أسرتهُ و بيتهُ ..

 

بالكلمة الطيبة و بالحجة و البينة و ليس بتفجير الطائرات و خطف الرهائن ..

بالسياسة لا بالحروب .. بالحوار الحضاري لا بالاشتباك العسكري .. و لكنهم لن يعطوا الفرصة لهذا الحوار الحضاري و هم ينتظرون سقطة من زعامة "متخلفة" و يتعللون بصيحة عنف يصرخ بها "منبر ضال" .. أو عربة ملغومة يفجرها عميل ثم يتطوع عميل آخر ليقول أنها من عمل الجهاد الإسلامي أو شباب محمد أو حزب الله .. ليثيروا بها ثائرة الأبيض و الأحمر و الأصفر على الإسلام و أهله .

 

 

و لكن أهل العلم يعلمون أن العدوان مبيت منذ عشرات السنين منذ سقوط الخلافة العثمانية .. و منذ وعد بلفور و تهجير مطاريد اليهود من أقطار العالم و جمع شتاتهم في " إسرائيل " و إقامة الترسانة النووية و الكيمائية و الميكروبية في داخل القلعة الإسرائيلية .. و تحطيم أي سلاح عربي منافس .

 

هم يخططون من قديم لهذا اليوم ، والمعركة مستمرة ..

 

و سوف تستمر ما بقى من زمان إلى يوم الدين و لن تكون معركة سهلة .. و طوبى لهم .. من كانوا من أبطالها ..

 

 

د. مصطفـى محمـــود

من كتاب : الإسلام السياسي

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

الألوان في القرآن

قلم  : علي منصور كيالي
ذكر القرآن الكريم العديد من الألوان ضمن آياته حيث للألوان تأثير كبير على نفسية الإنسان وطاقته العصبية وحتى وقايته من بعض الأمراض وأول الألوان التي يذكرها القرآن اللون الأصفر الفاقع في سورة البقرة حيث توضح الآية الكريمة أن هذا اللون يبعث السرور في نفس الناظر (إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) البقرة "69" وفي سورة فاطر ورد ذكر ثلاثة ألوان للجبال (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود) فاطر "27" وتدل هذه الآية على أن اللون الأبيض مختلف ألوانه لأن اللون الأبيض هو فعلاً لون مركب من ألوان الطيف السبعة وهي (البنفسجي، النيلي، الأزرق، الأخضر، الأصفر،البرتقالي، الأحمر) أما عندما ذكر اللون الأسود لم يقل مختلف ألوانه بل قال (غرابيب سود) والغرابيب هي جمع كلمة (غربيب) وهو اللون الأسود فقط وغير مركب من ألوان أخرى لذلك يقال (أسود غربيب) . وإذا طبقنا ألوان الطيف السبعة على جسم الإنسان بدءاً من أعلى الرأس وحتى نهاية العمود الفقري نجد أن كل لون له تأثير على المنطقة المقابلة له من الجسم وتتوافق مع فتحات الطاقة (الشكرات) الموزعة على جسم الإنسان فاللون (البنفسجي) وهو أعلى ألوان الطيف يؤثر على أعلى الرأس والدماغ ومركز التفكير في مقدمة الدماغ بشكل خاص أما اللونان (النيلي والأزرق) فيؤثران على منطقة الوجه والعنق وخاصة (الغدة الدرقية) قال تعالى: (ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً) طه "102" وأما اللون (الأخضر) فيؤثر على منطقة الصدر وهو اللون الذي يشرح الصدر وهو لون مفروشات الجنة (متكئين على رفرف خضر) الرحمن "76" وهو لباس أهل الجنة أيضاً (عليهم ثياب سندس خضر) الإنسان "21" وأما اللون (الأصفر) فيؤثر على منطقة المعدة والعصارات الصفراء وتفيد الفواكه والأطعمة ذات اللون الأصفر في علاج هذه المنطقة وأما اللون (البرتقالي) فيؤثر على منطقة الأمعاء وتعالج الفواكه ذات اللون البرتقالي تشنجات الكولون والأمعاء وأما اللون (الأحمر) فيؤثر على منطقة الحوض وأسفل العمود الفقري . وطلب القرآن صراحة النظر إلى ألوان الفواكه والثمار (أخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها) فاطر "27" وخاصة إلى ألوان ثمار معينة مثل ثمار النخيل والعنب والزيتون والرمان فقال تعالى: (ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه) الأنعام "99" فألوان هذه الثمار لها تأثير إيجابي على نفسية الإنسان وهدوء أعصابه إضافة للفوائد الطبية الناتجة عن تناولها . والألوان لها تأثير أساسي على (الطاقة) داخل جسم الإنسان الذي يحتوي خلاصة كل أنواع الطاقات الخيرة والشريرة ولكل كائن بشري مستوى من الطاقات يخصه وحده (ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به) البقرة "286" فالطاقة (الزهرية) هي طاقة روحانية مباركة وتخص الملائكة والرسل الكرام وحتى آل بيتهم، أما الطاقة (البنفسجية) فهي طاقة الخلق والإبداع وتؤثر على منطقة التفكير وهي سر جاذبية الإنسان ويقويها تناول العسل (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) النحل "69" والطاقة (البيضاء) هي طاقة الحيوية والحب والأمل والحنان بينما الطاقة (الحمراء) هي طاقة الغضب والعدوان وإثارة الغرائز والأمراض العصبية والطاقة (السوداء) هي طاقة الحقد والكراهية والمكر والخداع وتؤثر في الوجه (أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً) يونس "27" والطاقة (الصفراء) هي طاقة العجز والركود والعدم والوجه الأصفر دليل وجود خلل في طاقات الجسم . والأهم ما في الأمر أن (الغضب) هو مفتاح جميع الطاقات السلبية الضارة للجسم لذلك كرر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وصية (لا تغضب) وكظم الغيظ أثناء الغضب هو سر الاحتفاظ بجميع الطاقات الإيجابية في الجسم (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران "134" و (ثقافة التسامح) تعطي الإنسان الكمال في الطاقة الإيجابية (ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور) الشورى "43" فالأمل كل الأمل أن تنتشر (ثقافة التسامح) والعفو بين أبناء هذا الشعب الطيب الكريم لتعم السعادة والفرحة (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) يونس "28"‏

 

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

تاريخ القهوة

 كنت أود الكتابة عن القهوة منذ زمن مضى، خصوصاً بعد أن صرم زميلي الدكتور عبدالغفور روزي وقتاً من أوقاته البحثية والاكاديمية وهو يبحث في تاريخ القهوة في الشرق والغرب، ثم نشر بحثاً جميلاً موثقاً. وكنت أريد أن أقول عن القهوة ما يعد من باب المداخلة مع مقال زميلي الدكتور عبدالغفور. فتاريخ القهوة موغل في القدم. على أن عمرها في جزيرة العرب لا يتعدى حوالي خمسة قرون.

ومما شجعني على كتابة هذا الحديث ما قرأته مؤخراً أن بعض الجامعات الأمريكية والبرازيلية أقرت مقرراً أو أكثر في تاريخ القهوة. وكنت في أيام طلب العلم اطلعت على كتاب مهم عنوانه: القهوة والمقاهي: أصل المشروب الاجتماعي في الشرق الأدنى في العصر الوسيط beverage in the medieval near east coffee and coffee house: the origins of a social. وهو من تأليف رالف هاتوكس Ralph hattox ونشرته في سنة 1985جامعة واشنطن في مدينة سياتل الواقعة في الشمال الغربي للولايات المتحدة.

يرتبط اسم جمال الدين أبوعبدالله محمد بن سعيد الذبحاني بتاريخ القهوة في الجزيرة العربية. عاش الشيخ الذبحاني في منتصف القرن التاسع الهجري (منتصف القرن الخامس عشر الميلادي) وهو أول من أدخل هذا المشروب إلى الجزيرة العربية. وبالتالي يمكن أن نقول مطمئنين أن القهوة بكل أشكالها لم تكن معروفة لأهل الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ. كان الشيخ الذبحاني يتولى رئاسة الإفتاء في عدن، تعرض عليه الفتاوى التي تتعرض للنوازل يجيز ما يراه، وينقض أو يصحح ما يحتاج إلى تصحيح. وكان أيام عمله ذاك على علاقة بالحبشة، وربما أنه تعاطى التجارة مع تجار الحبشة. لذا نجده يسافر إلى هناك، وتعرف على مشروب القهوة، وارتاحت لها نفسه. وبعد عودته أصيب بمرض جعله يتذكر مشروب القهوة، فأرسل من جلبها له. فطفق يصنعها كما كان يصنعها الأحباش، وسقاها لخاصته وأهل بيته وعرفوا مقدار أثرها على الجسم الواهن والذهن المكدود.

لقد بقيت القهوة محدودة الانتشار في اليمن، ولقيت معارضة من مشايخها، وعدوه مشروباً جديداً ومبتدعاً لا يتناسب مع مروءة الرجل. أما الشيخ الذبحاني فقد انتهى أن أصبح من المتصوفة، وترك القضاء والإفتاء، ولازم شرب القهوة، وهذا سبب آخر زاد من عدد معارضيها. لكن القهوة أصبحت من لوازم الصوفية، لأنها تساعدهم على السهر وقيام الليل. وبعد مدة لا تتجاوز العقد بدأ بعض المزارعين في زراعة شجرة القهوة بسبب انتشار شربها بين الطبقة العليا في اليمن، ثم قلدتهم العامة خصوصاً طلبة العلم الذين يحتاجونها لمساعدتهم على السهر.

ومن اليمن انتقلت القهوة إلى مكة، وعارضها رجال الدين معارضة شديدة، وأصدر بعضهم الفتاوى التي تحرمها، وعدوها من جنس المسكرات والمثبطات. وقالوا إنها تسبب العلل في الأبدان والضعف في العقول. وانقسم الناس بسببها إلى قسمين، وكثرت الفتن والمواجهات خصوصاً عندما أيد بعض الفقهاء فريق المحللين للقهوة، واستعان بعض الفقهاء بالسلطة السياسية، وطال النزاع طويلاً، ولا داعي لاستعراض ذلك النزاع في هذا الحديث. لكن المعارضين اخترعوا حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شرب القهوة يحشر يوم القيامة ووجه أسود من أسافل أوانيها.

ولعل شهرة القهوة وانتشارها في بقية الأمصار الإسلامية حدث عندما ظهرت القهوة لأول مرة في مصر في مطلع القرن العاشر الهجري. لقد جلبها اليمانيون إلى رواقهم في الجامع الأزهر، وكان طلاب اليمن وما جاورهم في الرواق اليمني يسهرون للدراسة وترديد الأذكار وينشدون المدائح النبوية، ويستعينون على مغالبة النعاس بشرب القهوة. ولقيت القهوة معارضة علماء مصر، وأصدر بعضهم فتاوى تحرمها، ومع هذا بقيت معارضة مصر اخف وطأة من معارضة الحجاز.

وكانت العلاقة المتنوعة بين الحجاز واليمن ومصر قوية ومتشابكة، ونلمح أن مشروب القهوة انتشر في عموم اليمن، لكنه في مكة يصادف عاماً تحرم فيه القهوة، وآخر تحل فيه، والشيء نفسه يقال عن مصر. وحدث في بعض الأعوام التي سُمح بمشروب القهوة أن قُدمت لزوار البيت العتيق جنباً على جنب مع ماء زمزم، وحدث في الأعوام التي حرمت فيها القهوة أن أقيم الحد الشرعي على شاربها وبائعها، فقد عزر أولئك وطوف بهم في شوارع مكة، وكبس العسس على المقاهي وبيوت القهوة وخربت وكبس على المرتادين وأخرجوا وقد شدوا وثاقهم بالحبال والحديد، ثم يتم جلدهم في الميادين العامة ويسجنون المدد المقررة.

ومن مصر والحجاز انتقلت القهوة إلى القسطنطينية ثم البندقية في القرن السابع عشر الميلادي. ثم إلى سائر أوروبا. وافتتح أول مقهى في انجلترا سنة 1652م. ولقيت القهوة معارضة في انجلترا وألمانيا ولكنها معارضة يسيرة.

ارتبطت القهوة بالصوفية، حيث اتخذها أغلبهم بديل المشروبات التي قد يدخلها التخمر، وارتبطت بشرب التنباك، لهذا نظر إليها أهل نجد وبقية عموم الجزيرة نظرة متوجسة. وصدرت فتاوى في نجد تحرم مشروب القهوة. ومنع الناس من جلبها من الحجاز عند عودتهم من الحج. وتأخر وصول القهوة إلى نجد، وعرفت على نطاق ضيق جداً في نهاية القرن الثاني عشر الهجري. ولم تنتشر وينسى الناس الفتاوى التي تحرمها إلا مع اتصال أهل نجد بأهل مصر وأهل الشام أيام الدولة السعودية الأولى. ومع هذا بقيت القهوة ممنوعة من دخول مساجد نجد إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري. ثم انتقلت القهوة من النقيض إلى النقيض فأصبحت تقدم في مساجد نجد وفي شهر رمضان المبارك. وسبحان مغير الأحوال.

والآن القهوة تعيش عصرها الذهبي حيث تنتشر بيوت القهوة في كل مكان. وتفنن الناس في صنعها. وزادت البرازيل وغيرها من الدول من زراعتها. وهي تلعب دوراً اجتماعياً كبيراً. وهي لعبت أدواراً سياسية خطيرة منذ القرن السابع عشر إلى القرن العشرين الميلاديين. حدث ذلك في المشرق العربي وأوروبا. ولعل لي عودة للحديث عن تلك الأدوار.

 

جريدة الرياض

بقلم

د. عبدالله بن ابراهيم العسكر

http://www.alriyadh.com/article384015.html

 

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

عالم الفيزياء السوري علي كيالي في محاضرة بدبي: الوضوء يزيل الشحنات الكهربية الضارة التي تنزل على الأرض وتصيب الإنسان بآلام المفاصل

قال عالم فيزيائي سوري ان الوضوء له فوائد عظيمة من خلال إزالة الشحنات الكهربية الضارة التي تنزل على الأرض وتصيب الإنسان بآلام المفاصل والروماتيزم .وذكر الدكتور علي منصور كيالي عالم الفيزياء  بكلية حلب في سوريا والمتخصص في الإعجاز العلمي،

 وقال إن للماء طاقة عجيبة ولكن الإنسان أفقده هذه الطاقة عن طريق توصيله للبيوت عبر الأنابيب أو شربه من خلال الأواني البلاستيكية، ولكن أقرب مادة تعيد للماء حيويته وطاقته هي الفخار.  جاء ذلك  في محاضرة له بجائزة دبي الدولية للقرآن،  بعنوان   /المادة والطاقة في القرآن/.وأكد كيالي، أن الوضوء بجانب أنه نظافة دائمة ومستمرة لمدة خمس مرات في اليوم والليلة، إلا أن له فوائد عظيمة من خلال إزالة الشحنات الكهربية الضارة التي تنزل على الأرض وتصيب الإنسان بآلام المفاصل والروماتيزم، ولافتا إلى أن عدم وجود الماء استبدله الله بالتيمموأشار إلى أن القرآن الكريم يمنح سامعه طاقة كبيرة، ولذلك يتدخل الله سبحانه وتعالى مباشرة ويضع التشويش الصوتي والسمعي على من لا يؤمن بالآخرة، ويتجسد ذلك فيما أورده الله في كتابه حين ذكر، "وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً". وأكد  المحاضر أن الإنسان عندما يبتعد عن القرآن يتبعه الشيطان كطاقة شريرة، لافتا إلى أن هناك حبلا للطاقة يرسله الله على كل إنسانوقال إن "المسلم في الصلاة يقرأ القرآن واقفا، بسبب أن هناك "شكرة" أعلى الرأس تعمل في ذلك الوقت.الطاقة القرآنيةولفت إلى أن القرآن الكريم فيه طاقة هائلة أظهرها قول الله عز وجل، "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون". مؤكداً أنه يستحيل أن يحدث أي عمل في الكون إلا من خلال طاقة الله المباشرة.ونوه العالم الفيزيائي، إلى أن القرآن الكريم أنزل ليلا كما قال الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة"، وقوله عز وجل: "إنا أنزلناه في ليلة القدر"، ولذا فإن الطاقة السامية والخيرة تعمل ليلا وتتنزل هذه الطاقة مع الملائكة في ليلة القدر وعند خيوط الفجر الأولى تنسحب الملائكة.وأكد كيالي أن الإنسانية دائما في صراع بين المادة والطاقة، مشيرا إلى أن المادة يمثلها إبليس مصدقا لما ورد في القرآن الكريم حين قال بشأن المقارنة بينه وبين أبينا آدم عليه السلام، "خلقتني من نار وخلقته من طين".وأوضح أن الطاقة نوعان منها الخيرة ومنها الشريرة يجسدهما على الترتيب قول الله عز وجل، "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون"، مشيراً إلى أن الملائكة تنزل بالطاقة الإيجابية.أما الشياطين فهي تجسد الطاقة السلبية، ويظهر ذلك في قول الحق، "قل هل أنبئكم على من تنزل الشياطين، تنزل على كل أفاك أثيم".وذكر أن الطاقتين متنافرتين تماما، منوها إلى أن الله جعل لكل شخص منا ملائكة لتحفظه، مستشهداً بقول الله عز وجل، "ويرسل عليكم حفظة".وشدد كيالي، على أنه يستحيل القيام بأي عمل أو انتقال الإنسان إلا من خلال طاقة الله المباشرة، فلا حول ولا قوة إلا بالله هي أصدق كلمة، حيث لا يمكن أن يفعل الإنسان شيئا إلا بقوة الله، وسيدنا إبراهيم عليه السلام يقول: "ربي اجعلني مقيم الصلاة" أي أنني لا أمتلك أي طاقة حتى أؤدي الصلاة، وإنما الذي يعين الإنسان ويعطيه القوة على ذلك هو الله سبحانه وتعالى.ولفت إلى أن الله عز وجل هو الذي يحمل الفلك والسفن في البحر "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون، وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون"، وقال عز من قائل: "وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام".وقال كيالي، إن "الطيور والطائرات يمسكها الله عز وجل في الهواء، فقال سبحانه: "أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن"، وقوله "ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله".وذكر أن رصّ الصفوف في الصلاة وفي القتال تزيد الطاقة الخيرة، والصلاة على الطريقة الإسلامية مرتبطة بالتبدلات الضوئية للشمس "أقم الصلاة لدلوك الشمس على غسق الليل". 

 

معضلة الشخص المعطاء والراكب المجاني

من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...