سياسة المنع هل تجدي؟
بطبيعة حياتنا الاجتماعية نحن نرفض «التغيير والتجديد والجديد» وهذا ما نشهده غالبا في حياتنا اليومية، فمن أيام «الدش» و»جوال الكاميرا» و»العباية المخصرة» وغيرها، رفضنا كل ذلك وقتها بل وصلت لمرحلة «شن» حملة إعلامية وتجييش للكثير كل بطريقته وأسلوبه، ولكن ماذا حصل بعدها؟ حصل أن أصبحنا لا يوجد هاتف نقال بدون كاميرا وتجاوزنا ذلك بمراحل، وحتى من كان يرفضه هو الآن أول من يملكه ماذا عن «الدش»؟ هل يمكن القول تجاوزا أن كل بيت لديه «دش» ورسيفر؟ وإن لم يجده فمن خلال النت والمواقع والبث الحي من الأجهزة اللوحية الذكية؟ أما اللبس فلن ادخل بتفاصيله والجميع يشاهد. ماذا عن الكتاب والمنع؟ أصبح من خلال «النت» وبملفات «بي دي اف» يمكن لك أن تحمل أي كتاب أيا كان أو يصلك من خلال الإيميل برابط صغير لا يصل لنصف سطر. التسوق العالمي الآن مفتوح تستطيع أن تشتري من اليابان ثم تذهب لنيويورك ثم تعود إلى كوريا ومروراً بدبي وقد تنسى شيئاً وتذهب إلى المانيا وأن تحتسي قهوتك التي لم تبرد بعد. ما أريد قوله أن سياسة «المنع» عفا عليها الزمن وشرب فأنت تشتري لابنك أو ابنتك جهازاً «ذكياً» والذكي هنا ليس الجهاز بل من «صنعه» ومن «يستخدمه» ستجد بهذا الجهاز آلاف البرامج بل مئات الآلاف من البرامج منها السيئ والإيجابي وكل شيء ووفق معاييرك ما هو سيئ يراه آخر جيدا، وهكذا ولكن هل تستطيع منع «ابنك أو ابنتك» أن لا يدخلا أو يحملا هذا البرنامج أو ذاك؟ لا طبعاً. وقد لا تعرف من الأساس. فما الحل هل أمنع الجهاز الذكي عنه؟ هي كالسكين ممكن تقتطع بها «تفاحة» وقد «تقتل بها» إنساناً إذا الحل «بالتوعية» بالحوار، بالثقة، بالخطاب، بالنقاش، باحتواء الشباب من الجنسين، لماذا يذهبون لهذا البرنامج أو ذاك ولماذا يمارس هذا السلوك أو ذاك، هذا يعني وجود خلل يجب أن يملأ بشيء إيجابي لا يجب أن تمنع وتسكت بل أوجد البديل والخيار الآخر. الإغلاق والقمع الاجتماعي والنفسي ليسا حلاً ابداً فقد يأتي بأثر سلبي أكبر يجب أن نحول ما يمكن أن يستخدم سلباً إلى إيجابي، والتقنية متغيرة ومتطورة فلن تقف بمنع برنامج أو تطبيق أو خلافة، أرفعوا سقف التوعية والحوار والتوازن الاجتماعي فنحن للأسف نأتي متأخرين وأحيانا لا نأتي. يا هيئة الاتصالات منع «الفايبر» أو غيره مستقبلاً هل يعني حققتم «الفضيلة» في المجتمع وهي ليست مسؤوليتكم ولا يعني أنني أريد ترك كل شيء بلا توعية وفهم واحتواء ولكن غيروا دفة المنع إلى التوعية والفهم فهو الحل الحقيقي والأمثل. فأنتم كالذي يعد النجوم في ليل الأول من أغسطس بهذه السياسة للمنع والحجب.
بقلم / راشد بن محمد الفوزان
المصدر جريدة الرياض
9/6/2013
http://www.alriyadh.com/2013/06/09/article842347.html