السبت، 27 فبراير 2021

العادل الفاسد





في الصورة المرفقة أعلاه يتضح أن هناك شخص ما ، قرر نزع نصيبه العادل من وجهة نظره الشخصية فأفسد على الأخرين أنصبتهم .

هذا الشخص سيُقسم لك أنه أخذ حقه فقط ، هو قد صدق وهو من المفسدين .

من حقك أن تأخذ حقك ولكن ليس من حقك أن تأخذه بالشكل الذي تراهُ بعينك (عدلاً ).

وجودك في مجموعة يحتم عليك الالتزام برؤية ورسالة المجموعة وقائدها ، 

واعلم أنك حر في حدود عدم الإضرار بالآخرين.

الخميس، 25 فبراير 2021

لماذا عليك تصغير محيطك وتكبير مساحتك؟




في الأشكال الهندسية، المحيط هو طول الخط الذي يحيط بالشكل من الخارج، أما المساحة فهي المنطقة ثنائية الأبعاد المحصورة داخل الشكل.

على الرغم من اختلاف وحدات القياس للمحيط والمساحة، ولكن غالباً ما تكون القيمة العددية للمحيط أكبر من المساحة، فإذا كان لدينا مستطيل طوله 4 سنتيميتر وعرضه 2 فإن محيطه 12 ومساحته 8، وهناك حالات أخرى تكون المساحة مساوية للمحيط أو أكبر منه، وهذا ينطبق على الأشكال الهندسية الأخرى.

أعتقد أننا نحن البشر نتبع نفس النمط الذي يتبعه المحيط والمساحة، ففي أغلب الأحيان نرى أشخاصاً محيطهم أكبر من مساحتهم، أي يظهرون الخبرة والعلم والمعرفة بشكل مترامي الأطراف فتحتاج إلى أمتار عديدة لتتمكن من قياس محيطهم، ولكن عندما نصل إلى المساحة فالحساب يختلف والأرقام تنكمش، حتى أنه يمكنك القيام بهذه المهمة بكل يسر مستخدماً الأفتار والأشبار.

على النقيض من ذلك، وفي حالات أقل ترى أشخاصاً يظهرون محيطاً متواضعاً لا يلفت الانتباه ولا يصطاد العين، وما أن تقترب منهم وتدخل في مساحتهم حتى تتفاجأ بحدائق رحبة، وخمائل غنّاء.

هذا لا يعني أن أحد كفتي الميزان راجحة على الدوام، فالبعض يسرّك منظرهم المهني من بعيد وتتمنى الاقتراب منهم، وعندما تفعل ذلك لا يخيب ظنك لأنك تجد ما كنت تتوقع وتكتشف أن محيطهم ومساحتهم متساويان.

لا أدري، قد تكون العلاقة بين محيط ومساحة الأشخاص مساوية للنسبة الذهبية 1.618 (أو تقريباً العلاقة بين أرقام فيبوناتشي)، والتي تقول بأن الكون والطبيعة والانسان مكوّن من أنماط مكررة تحتوي أشكال ترتبط مع بعضها البعض وفق نسبة ثابتة.

ولكن ما أنا مقتنع به أن عليك دوام العمل على تصغير محيطك وتكبير مساحتك حتى يتساويا على الأقل، فتصبح إنساناً جديراً بالنظر ومطمعاً بالاقتراب.

د. راسل قاسم
منقول
 

الثلاثاء، 19 يناير 2021

سورة الإخلاص وسورة الناس



 لطيفةٌ ذكرَها الفخرُ الرازي في تفسيره للمعوذتين، قال:


 واعلم أن في هذه السورة (سورة الناس) لطيفة أخرى: وهي أن المستعاذَ به في السورة الأولى (سورة الفلق) مذكور بصفة واحدة وهي أنه ربُّ الفلق، والمستعاذَ منه ثلاثةُ أنواعٍ من الآفات، وهي: الغاسقُ والنفاثاتُ والحاسدُ..


وأما في هذه السورة (سورة الناس) فالمستعاذُ به مذكورٌُ بصفاتٍ ثلاثة: وهي الربُّ والملكُ والإلهُ... والمستعاذُ منه آفةٌُ واحدةٌُ وهي الوسوسة.. 


والفرقُ بين الموضعين أن الثناءَ يجبُ أن يتقدرَ بقدر المطلوب ..


فالمطلوبُ في السورة الأولى سلامةُ النفس والبدن ..


والمطلوبُ في السورة الثانية سلامةُ الدين..


*وهذا تنبيه على أن مضرةَ الدين وإن قلت أعظمُ من مضار الدنيا وإن عظمت*.. 


والله سبحانه وتعالى أعلم..

.

السبت، 9 يناير 2021

لا تخف من أن تكون متردداً


لا تخف من أن تكون متردداً



لا تكن بطيئاً… اقتنص الفرصة… اتخذ قرارك بسرعة… لا تتردد…

بعض النصائح تطن في آذاننا على مدار الساعة تدعونا إلى عدم تضييع الوقت أو التسويف، وعلى اتخاذ قراراتنا بأسرع وقت ممكن.

اسمحوا لي هنا أن أرفع راية التردد، وأن أشق طريقاً معاكساً لهذه الحشود، عسى أن يؤنس هذا الطريق البعض فيسلكوه هانئين مطمئني البال.

لدينا انطباع سائد أن الأذكياء والمبتكرين يأخذون قراراتهم بسرعة، للأسف هذا الانطباع غير دقيق وليس نمطاً يمكن الاعتماد عليه.

في أحد التجارب المرتبطة بالتوظيف، طُلب من المتقدمين الإجابة على عدد من الأسئلة، وتم توفير عدة إجابات لكل سؤال للاختيار منها.

من خلال تحليل النتائج، تبين أن الموظفين ذوي القدرات العادية اختاروا الإجابات بشكل أسرع، بينما الموظفين المبدعين استغرقوا وقت أطول وترددوا بعد أن قاموا بالتفكير في كل إجابة متاحة وبحثوا إمكانية أن تكون صحيحة، فحققوا نتائج أقل في مثل هذا النوع من الاختبارات.

ذكر أحد الأبحاث المنشورة في الدورية الشهيرة “علم النفس اليوم”، أن المماطلة في أداء مهمة شاقة أمامك تحفّز عقلك على العمل دون وعي لإيجاد طرق مختلفة لإنجازها، وذلك من خلال تجميع عدد أكبر من الأفكار وتحديد الخيار الأسهل.

من المفارقة أن الحكماء الرومانيين كانوا يلجأون إلى التسويف، ويحضرني أحد الأدباء المبدعين عندما خط في أحد أعماله “لست مستعجلاً من أمري، فإذا كان لا بد من تولي المهام الشاقة عندما تمثل أمامنا، فلا يجب رغم ذلك الهرولة لملاقاتها”.

لا أدعوك هنا إلى الكسل والتقاعس المهني، ولكني أشجعك على أخذ ما تحتاجه من وقت لتبدع، دون أن تضع نفسك تحت ضغط سرعة الإنجاز.

بقلم د. راسل قاسم . 

الخميس، 7 يناير 2021

هل فعلاً الشيطان يكمن في التفاصيل؟

لا بد أنك سمعت في أحد الاجتماعات من ينادي: ركّز على الصورة الكلية. وسمعت في مناسبة أخرى أحدهم يقول: الشيطان يكمن في التفاصيل.
يستمر هذا التجاذب بين الصورة العامة وبين التفاصيل في مختلف مناحي حياتنا المهنية، هنا عليك التفكير بشكل استراتيجي، وهناك عليك مسك عدسة مكبرة والغوص في عالم من المنمنمات.
يربط البعض نوع التفكير الواجب استخدامه بنوع المهمة أو المشكلة المراد التعامل معها، فلو كنت تفكر في مشكلة فنية متخصصة فعليك بالتفاصيل، أما لو كنت تفكّر في موضوع فني إبداعي فعليك بالصورة العامة.
ولكن هذا التوجه لا يضع نقطة على نهاية السطر. والدليل على ذلك أنه حتى في مجالات الفنون كالرسم نرى فنانين يغرقون في رسم تفاصيل شديدة التعقيد ويبدعون في ذلك، ونرى على الجانب الآخر فنانين عالميين مشهورين بلوحاتهم التي هي في غالبها ضرب بعض الألوان هنا وهناك دون إلقاء أي اهتمام بأي تفصيل.
ما بين التفكير العام والتفكير التفصيلي، ربما عليك اختيار المستوى المناسب من التفكير الذي يجمع شيئاً من الاثنين، فلا تتخلى عن التفاصيل لكيلا تضيع في العموميات، ولا تنجّر على التفاصيل فيضيع طريقك ومقصدك.
لا شك أن القدرة على سلوك هذا الطريق ليست بالأمر اليسير، وإنما عليك التدبر في ذلك ملياً، فقد تحتاج في لحظة معينة إلى القفز إلى تفصيل معين والعودة سريعاً إلى مسارك، أو قد تضطر إلى ركوب طائرة تعلو بك للحظات فترنو إلى المنظر الرحب في الأسفل وتعود بعدها مباشرة إلى طريقك الأول.
لا تخدع نفسك بالقول أن عملي فني ودقيق ويحتاج التركيز على التفاصيل، فكم من عمل دقيق انهار لأنه انجرف في طريق دون أن يدري، وكم من مشاريع وأفكار كبيرة وضخمة فشلت لتفصيل صغير لم اعتباره بسبب تفاهته.


الكاتب

د. راسل قاسم‎
المصدر
www.rasselkassem.com/articles/%d9%87%d9%84-%d9%81%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%83%d9%85%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%84%d8%9f/

معضلة الشخص المعطاء والراكب المجاني

من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...