في الأشكال الهندسية، المحيط هو طول الخط الذي يحيط بالشكل من الخارج، أما المساحة فهي المنطقة ثنائية الأبعاد المحصورة داخل الشكل.
على الرغم من اختلاف وحدات القياس للمحيط والمساحة، ولكن غالباً ما تكون القيمة العددية للمحيط أكبر من المساحة، فإذا كان لدينا مستطيل طوله 4 سنتيميتر وعرضه 2 فإن محيطه 12 ومساحته 8، وهناك حالات أخرى تكون المساحة مساوية للمحيط أو أكبر منه، وهذا ينطبق على الأشكال الهندسية الأخرى.
أعتقد أننا نحن البشر نتبع نفس النمط الذي يتبعه المحيط والمساحة، ففي أغلب الأحيان نرى أشخاصاً محيطهم أكبر من مساحتهم، أي يظهرون الخبرة والعلم والمعرفة بشكل مترامي الأطراف فتحتاج إلى أمتار عديدة لتتمكن من قياس محيطهم، ولكن عندما نصل إلى المساحة فالحساب يختلف والأرقام تنكمش، حتى أنه يمكنك القيام بهذه المهمة بكل يسر مستخدماً الأفتار والأشبار.
على النقيض من ذلك، وفي حالات أقل ترى أشخاصاً يظهرون محيطاً متواضعاً لا يلفت الانتباه ولا يصطاد العين، وما أن تقترب منهم وتدخل في مساحتهم حتى تتفاجأ بحدائق رحبة، وخمائل غنّاء.
هذا لا يعني أن أحد كفتي الميزان راجحة على الدوام، فالبعض يسرّك منظرهم المهني من بعيد وتتمنى الاقتراب منهم، وعندما تفعل ذلك لا يخيب ظنك لأنك تجد ما كنت تتوقع وتكتشف أن محيطهم ومساحتهم متساويان.
لا أدري، قد تكون العلاقة بين محيط ومساحة الأشخاص مساوية للنسبة الذهبية 1.618 (أو تقريباً العلاقة بين أرقام فيبوناتشي)، والتي تقول بأن الكون والطبيعة والانسان مكوّن من أنماط مكررة تحتوي أشكال ترتبط مع بعضها البعض وفق نسبة ثابتة.
ولكن ما أنا مقتنع به أن عليك دوام العمل على تصغير محيطك وتكبير مساحتك حتى يتساويا على الأقل، فتصبح إنساناً جديراً بالنظر ومطمعاً بالاقتراب.
د. راسل قاسم
منقول