لطيفةٌ ذكرَها الفخرُ الرازي في تفسيره للمعوذتين، قال:
واعلم أن في هذه السورة (سورة الناس) لطيفة أخرى: وهي أن المستعاذَ به في السورة الأولى (سورة الفلق) مذكور بصفة واحدة وهي أنه ربُّ الفلق، والمستعاذَ منه ثلاثةُ أنواعٍ من الآفات، وهي: الغاسقُ والنفاثاتُ والحاسدُ..
وأما في هذه السورة (سورة الناس) فالمستعاذُ به مذكورٌُ بصفاتٍ ثلاثة: وهي الربُّ والملكُ والإلهُ... والمستعاذُ منه آفةٌُ واحدةٌُ وهي الوسوسة..
والفرقُ بين الموضعين أن الثناءَ يجبُ أن يتقدرَ بقدر المطلوب ..
فالمطلوبُ في السورة الأولى سلامةُ النفس والبدن ..
والمطلوبُ في السورة الثانية سلامةُ الدين..
*وهذا تنبيه على أن مضرةَ الدين وإن قلت أعظمُ من مضار الدنيا وإن عظمت*..
والله سبحانه وتعالى أعلم..
.