الأحد، 12 أكتوبر 2014

بصراحة.. قد لا تكون ذكياً كما تعتقد

جميعنا "آخذ بنفسه مقلبا" ويعتقد أنه المرجع فيما يختلف عليه الناس.. جميعنا يعتقد أنه على صواب وأن الأمر (لو كان بيده) لفعل كذا وكذا وأصلح مشاكل الكون في ساعات.
ولكن الحقيقة هي أن هذا يدعى "غرورا" وأكثر المغرورين غباء من لا يدرك هذه النقيصة في نفسه.. أما أكثرهم ذكاء وحكمة فيدرك صغر عقله وضآلة فهمه ومغزى الحكمة القديمة:
"من شاور الناس شاركهم عقولهم".
أما الحكمة الجديدة فتقول:
"إن الله حين وزع الأرزاق لم يرضَ إنسان برزقه، ولكن حين وزع العقول رضي كل إنسان بعقله".
وهذه المقولة تبدو لي بديهية جدا لأن ما من إنسان إلا ويطمح في الغنى والثراء ويعتقد أن من حقه الحصول على دخل أعلى.. ولكن حين يتعلق الأمر بالعقول تلاحظ حالة رضا وتصالح مع الذات كون "عقولنا" هي من يحكم على "عقولنا" ويشهد لها بالذكاء والألمعية (ولا أعلم ماذا تصف عقلا يحكم على نفسه بغير الغباء والغرور المركب)!!
لهذا السبب تعلم شخصي المتواضع ألا يحكم بنفسه على آرائه وأفكاره (ومقالاته) ويترك هذه المهمة للجمهور.. وأقول "الجمهور" لأنني لا أحمل هم الآراء الفردية الضيقة بقدر الآراء الجماعية المشتركة كون "المجموعة" لا تتفق على خطأ، وأمة محمد لا تجتمع على ضلالة!!
- ولكن ماذا عنك أنت!؟
.. سأكون صريحاً معك.. فكما نحكم على الكتاب من عنوانه، وعلى الشجرة من ثمارها، يجب أن نحكم عليك أنت (ليس من خلال نظرتك لنفسك) بل من خلال إنجازاتك في الحياة..
- فأنت مثلا لستَ ذكياً في حال لدغت من جحر"مرتين" أو كررت نفس أخطائك المالية السابقة (كإدمان القروض، أو معاودة التقسيط، أو شراء الأسهم الخاسرة)!!
- لستَ ذكياً كما تعتقد إن كنت على نزاع دائم مع أقربائك وأصدقائك وزملائك في العمل.. فهذا ببساطة دليل على افتقادك للذكاء الاجتماعي!!
- لستَ ذكياً كما تبدو في حال كنت متمسكاً بوظيفة متواضعة ولم تفكر بحل أفضل طوال الثلاثين عاماً الماضية (والأسوأ من ذلك استمرارك في العيش في عمارة والدك)!!
- لستَ ذكياً إن كنت تشعر أنك مشغول على الدوام.. فهذا الشعور يعني أنك فوضوي وغير مستعد ولا تملك خطة عمل (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)!!
- لستَ ذكياً في حال امتلكت مشاكل معلقة منذ سنين لأن هذا دليل على عجزك عن جدولة أعمالك، وتنويع حلولك، والتفافك حول العقبات!!
- لستَ ذكياً كما تبدو في حال لم تتعلم طوال العشرين عاماً الماضية كيفية إنجاز أشياء بسيطة مثل تغيير زيت السيارة، أو ضبط التلفزيون - أو تتساءل لماذا لا يخرج شعاع ليزر من "قرص الليزر"!
- لستَ ذكياًً في حال كنت تثرثر على الدوام أو تتحدث أكثر مما تنصت - فالله خلق لنا أذنين ولساناً واحداً كي نسمع ونستفيد أكثر مما نثرثر ونضيع أوقات الآخرين!!
- لستَ ذكياً إن كنت ضعيف الملاحظة لدرجة لم تدرك أن زوجتك صبغت شعرها منذ أسبوع أو قصته منذ شهر - أو أن أذكى أصدقائك يتميز بطول الصمت وكثرة التأمل ولايضيع وقته بمحاولة إقناع الآخرين.
- بصراحة لستَ ذكياً كما تبدو إن كنت تكره الكتب والموسوعات وتفضل عليها المتعة السهلة كمشاهدة الأفلام ومتابعة المباريات وألعاب الكمبيوتر..
وبصراحة أكبر ستظل غبياً ومتحجر الفكر إن لم تقرأ (إلا) ما يوافق ميولك ويوائم ثقافتك المحلية كون الذكاء ينمو بتصارع الأفكار وتنوع الآراء ومشاركة العظماء تجاربهم في الحياة..
حبيب قلبي:
لا تثرثر أمام الناس محاولاً الإيحاء كم أنت ذكي وألمعي وابن عائلة محترمة (فهذا والله قمة الغباء) بل أصمت ولاحظ وتعلم، ثم دع إنجازاتك تتحدث عنك.. فالناس تحكم على الكتاب من عنوانه، والشجرة من ثمارها، وتدرك أن ما أنجزه والدك أمر لايخصك.
بقلم فهد عامر الأحمدي
المصدر 
 جريدة الرياض      ( المصدر)  
 العدد 16569 الاثنين 30 ذوالحجة 1435 هـ - 04 نوفمبر 2013م

السبت، 2 أغسطس 2014

كل عام و أنتم بخير

كل عام و أنتم بخير 

فرصه عادلة




خُذ قطعة حجر التقطتها من الرّصيف، ضعها في صندوق زجاجيّ في "اللوفر"، تحت إضاءة خاصّة، في قاعةٍ شاسعة.


قِف قريبًا منها لتراقب روّاد المتحف وهم يتسمّرون أمام الحجر، مأخوذين بجمالِه. الحجر لم يعُد حجرًا، لقد صار فنًا. ترى، هل كان الحجر فنّا منذ البداية، أم أن المكان هو الذي حوّله إلى فن؟ 


أعِد الحجر إلى مكانه، ضعه على الرّصيف. هل ترى؟ أحد رواد المتحف يخرج الآن، يمشي على الرصيف، يركل الحجر ويمضي. إنه لا يراهُ حتى.


خُذ قميصًا رخيصًا من سوقٍ شعبي وألصِق عليهِ علامة "ديور" وتأمّل كيف سيتحوّل، خلال لحظات، من قميص رخيص، إلى عمل إبداعي عظيم.


خُذ قصيدة لشاعرٍ مغمور وضع عليها اسم "بودلير" أو "رامبو" وتفرج على الحفلات الصاخبة التي سيقيمها النقاد. 


إلى أي أحدٍ نحن نخضع لبرمجةٍ خارجية، تقرّر لنا، وبالنيابةِ عنّا، ما هو جميل؟ وإذا كانت هناك مؤسسات دينية واجتماعية تقرّر لنا كل يوم، الصواب والخطأ، والمباح والمحرّم، فهل توجد أيضًا مأسسة للجمال؟


تعتقد بأنّك حُر في الطريقة التي تتلقّى بها لوحة أو قصيدة أو رواية أو شجرة أو صدفة بحرية أو قوقعة حلزون؟ فكّر ثانية. عبوديّتك الحقيقية بدأت عندما اعتقدتَ بأنك حُر. هناك نظامٌ كاملٌ يحاول إيهامك بذلك، للسيطرة عليك.
فكّر الآن بفداحةِ الخسارة التي نتكبّدها بسبب هذا النظام. بكمّ الجمال الهائل، الكثير والمجاني، الذي لا نراهُ لأنه لا يحملُ الاسم الصحيح، ولا يوجد في المكان الصحيح. 


هل سبق ولاحظتَ تلك القماشة السوداء التي تثبت بالقرب من عينِ الحصان لكيلا يلتفت حوله، ولا ينظرُ إلا أمامه؟ لقد وضعوا قماشةً كهذه على عينيك أنت أيضًا. لقد حجبوا عنك الفضاء، وأقنعوك بطريقٍ واحد، بشكل واحد للجمال، يتوافق مع مصالحهم.


أمامنا الآن خياران. الخيار الأول هو أن نكفر بالجمالِ إطلاقًا. ففي نهايةِ الأمر، حتى حقيبة فيندي الفاخرة صنعت في دول شرق آسيا، بأيدي الجياع. الأصالة في الجمال فكرة متوهمة.


الخيارُ الثاني، وهو الذي أفضله شخصيًا، أن يتحول العالم كله إلى متحف. كل حجر، كل ورقة شجر، كل يرقة كل فراشة كل عصفور، كل قصيدة كل قصة كل لوحة كل قميص رخيص. كل شيءٍ يجب أن يمتلك فرصة عادلة لكي يمنحك جماله.. 

 منقول 
الكاتبة/بثينة العيسى



الثلاثاء، 1 يوليو 2014

Instagram

Instagram

 

 

قبل سنتين انتشر كاريكاتير يظهر صورة الأم توقف الأسرة عن تناول الطعام حتى تصور السفرة باحترافية للانستقرام.. ضحكنا يومها.. ثم أصبحت قديمة و.. بايخة.. لأنها معتادة جداً وهي مشهد نراه باستمرار..  بل نمارسه أحياناً عفويا.. توقعنا أن تخف الظاهرة أو تنتهي.. لكنها للأسف تطورت.. وتطورت.. بدأ الناس بشراء الأطقم والصحون والتحف والكيك الفاخر فقط ليصوروا وينشروها في الانستقرام..

 

ثم تطور الهوس لمرحلة أن تغلف بعض الفتيات الهدايا وتضع إهداء لنفسها.. لتكتب تحته تعليقا.. "واوو شكرا روري على الهدية مرة نايس" - حيث روري شخصية مجهولة تدعي صاحبة الحساب أنها صديقتها التي تغدق عليها بالهدايا ( وهذه القصة ليست من نسج الخيال بل اعترفت لي بها إحدى الفتيات طلباً لحل مشكلتها مع سؤال أقاربها وزميلاتها عن هذه الروري.. )

وتطور حتى وصل لحساب يبيع الأكياس الورقية للماركات لمن يريد أن يضعها في صوره ليوهم الناس أنه اشترى..!!

إن ما يحصل في انستقرام.. ليس ناتجا عنه كوسيلة إعلام اجتماعي صوري..

فهو مجرد وسيلة.. كان بالإمكان استخدامها في أمور لطيفة ومفيدة.. كتصوير بساطة الحياة.. وجمالياتها العفوية والطبيعية.. ضحكة طفل.. غروب شمس.. مبنى تراثي جميل.. تصوير طبيعة الحياة في مدينة.. نقل تراث.. عمل فني.. 

أو لنقد أخطاء.. ومناقشتها..

 

 

 

 

 

لكنه تحول لدينا فجأة.. إلى فضاء عام تم استغلاله بقوة لإظهار الترف والرفاهية والسعادة.. 

أصبح كقاعة أو معرض نبرز فيها ذواتنا..

 

 

للأسف.. استغل الناس وبالذات النساء انستقرام كفضاء عام يتنافسن فيه ويحاولن صنع "قيمة" لأنفسهن بالشيء الوحيد الذي يمتلكنه.. .. المادة..  مال.. سفر.. قصور.. مطاعم فاخرة.. مقتنيات ثمينة.. مظهر ( ويستبدل بمظهر طفلة أحياناً  ..  )

فانتشرت حسابات.. لا هم لها سوى إظهار نفسها كأيقونة للرفاهية والترف السعادة..

سواء أكانت هذه الرفاهية حقيقية أم مصطنعة.. 

 

كل ما تدور في فلكه هذه الحسابات.. هو.. الجمال.. الرفاهية.. الترف.. الكمال!

تصور المنازل بالأثاث الفاخر.. الأطفال الكاملي الجمال.. الهدايا الثمينة.. رحلات السفر الخيالية.. الصحون الغريبة..  

وانجذب الناس كالمغناطيس لهذه الحسابات..

لم يكن أحد يشعر.. أن هذا.. هو مرض.. الاستهلاكية.. ينتشر بالتدريج كعدوى قاتلة..

وهو لا يصيب إلا أولئك الفارغين.. لذين ليس لديهم ما يتميزون به سوى مايملكونه من مادة.. فقط..

ليس هناك فكر.. ولا ثقافة.. ولا أهداف.. ولا هوية..

 

المصحف تضعه فقط قرب المسباح والمبخرة الفاخرة لصورة احترافية في يوم الجمعة أو رمضان..

الكتاب أصبح مجرد ديكور تضعه الفتاة قرب الوردة وكوب اللاتيه.. ليظهرها بمظهر المثقفة..

 

 

 

هذه الاستهلاكية المقيتة.. التي جعلت الناس يتنافسون بشدة على الشراء والشراء.. كمخلوقات مبرمجة لنشتري.. نشتري.. لنتنافس.. من الأفضل؟  من يملك مادة أكثر..؟أثاث.. صحون.. ملابس.. حقائب.. سيارات.. سفر.. مطاعم.. هدايا..

هي أحد أذرع الفكر الرأسمالي المتوحش.. الذي يرى أن الإنسان مجرد آلة.. فرد.. يجب أن يعيش ليعمل ويستهلك ويتلذذ فقط.. 

 

لا مجال لديه للتفكير.. للدين.. للقيم.. للأهداف.. للثقافة..

الأهم هو أن يستهلك.. 

الفكر الرأسمالي يبرمج عقول الناس.. على أن سعادتهم في الشراء فقط.. وقيمتهم في الشراء.. وهدفهم في الحياة هو الشراء.. بدون أن تشتري وتمتلك أكثر وأغلى.. أنت لا شيء..

الرأسمالية الأمريكية.. تحاول وبقوة أن تبرمجنا على هذه الرسالة.. عبر الإعلانات.. الأفلام.. المسلسلات..

ترسم لنا دائماً صورة البطل السعيد الغني.. حتى في أفلام االكرتون.. البطلة أميرة تملك كل شيء.. القصر والملابس والأحذية والأطعمة.. السعادة المطلقة..

الإعلانات توصل هذه الرسالة أيضاً: مجوهرات كارتييه هي قيمتك.. ساعة الروليكس بالألماس هي تميزك.. قلادة تيفاني هي رمز الحب.. هنا السعادة يا نساء!!

نسمع عبارات مثل.. دللي نفسك.. رفهي نفسك.. أنتِ تستحقين.. 

هذا صوت مزمار السحر.. الذي يخدر العقول..

 

نعم.. يخدر الشعوب والأمم ويمنعها من أن تصحو لتفكر بمصالحها الحقيقية..

من الذي يستفيد من استهلاكنا المحموم؟ إلى أين تذهب هذه الأموال؟

إلى الشركات العملاقة التي تمتص جيوبنا من جهة.. ثم ترسل لنا المزيد من الرسائل الساحرة من جهات أخرى..

ونبقى نحن ندور داخل فلك الاستهلاك. نشتري.. ونعرض.. يرانا غيرنا.. ويغار.. ويقلد.. ويشتري..

ونراهم ونغار ونقلد.. وهكذا..

نتضايق.. ونشعر بأن حياتنا قد ملأتها القيود والرسميات..

نتعب.. ونتألم..   لكننا لا ننفك عن أن ندور..  كقطيع.. يدور وقد وضع الأغلال في يديه.. ويدور.. ويدور..

حتى تمضي بنا الحياة..

 

وننسى صوتاً ندياً.. يقول لنا..

ألهاكم التكاثر.. حتى زرتم المقابر..

 

منقول

ولا أعلم الكاتب

 

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

السيلفي


السيلفي أو Selfie هي بإختصار تعني الصورة الذاتية أو الصورة الملتقطة ذاتياً.

وعلى الرغم من أن هذة الطريقة في التصوير ليست جديدة إلا أنها انتشرت مؤخراً بشكل واسع، وتقول إحصائية نُشرت في أحد الصحف الأمريكية “أن استعمال هذه الكلمة قد زاد خلال هذه السنة بنسبة 17.000 مرة عن السنة الماضية”، طبعاً استخدام الكلمة يرافقة صورة سيلفي.

وبحسب موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية فأن أول صورة ذاتية (سيلفي) في التاريخ قام بالتقاطها “Robert Cornelius” سنة 1839.

بعد أن سردت لكم بعض المعلومات الخفيفة عن السيلفي “مصدر المعلومات الانترنت”، لدي تساؤلات تدور في ذهني وهي مادعاني لكتابة هذا المقال!

 هل صورة السيلفي نوع من أنواع الأنانية؟

هل أصبحنا نبحث عن اشباع “الأنا” لدينا بمثل هذة الصورة؟، ألم نكن في السابق نكره التصوير بالكاميرا الأمامية لانها تغير ملامح الوجه وتجعل الانف يبدو أكبر من الحجم الطبيعي؟

 ما الذي تغير؟

صرنا نصور المكان الذي زرناه بطريقة السيلفي وكننا نريد أن نقول: (لقد كنا هناك)، نرغب بأن نكون أبطال حياتنا الخاصة.

وصل هوس السيلفي عند أحدهم (شاب سعودي) تعرض لحادث سير مع أصدقائه وبعد الحادث بدقائق صور صورة سيلفي ووجهه مليء بالدم، ويظهر في خلفية الصورة سيارته بعد الحادث، ويذيل الصورة بالتعليق التالي: (الحمد الله اللي جت على كذا)، الصورة منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي.

هل صورة السيلفي غيرت طعم الصورة التي كنا نعرفها؟ ، فلم يعد هناك تلك الصورة مع الصديق والتي نحتفظ بها للذكرى ونقف فيها بجانب بعضنا البعض متساوين في كل شي.

أو أن ماذكر في هذا المقال من تساؤلات هي نظرة متشائمة لشيء يسير لايستحق كل هذا، والسيلفي بإختصار هي بمثابة كلمة جميلة نقدمها لانفسنا كهدية.

 

بقلم

رائد المطيري

صحفية الوئام


 

 

الأربعاء، 24 يوليو 2013

في المساء

في المساء

أن كثيراً من الكُتّاب كانوا يكتبون مساءً، ومعظم الولادات تحصل مساءً، وكل الأعراس تقريباً في بلادنا تُقام بالليل. ما أروع المساء كيف يفصل بين الأشياء التي نحبها حقاً وبين التي نظن بأننا نحبها. يبدو أننا في الصباح نقوم بالأشياء الضرورية، أما في المساء فإننا نمارس الأشياء الجميلة.

لا يوجد شيء مفيد في هذا المقال، أعلم، ولكن دعني أعوضك عن الدقائق التي أضعتَها في قراءته بدعوتك للتفكّر في الأشياء التي تفعلها قبل النوم، والأشخاص الذين تتذكرهم قبل النوم، ثم دوّنها في دفتر صغير واحرص على ألا تُفرّط بها أو بهم، لأنها ولأنهم من سيبقون لك بعد انقضاء سنوات العمر.

كل موظف يتقاعد، ولكن الكاتب، والرسّام، والعازف، والمبدع عموماً لا يتقاعد، بل كلما تقدم به السن صار أكثر قيمة. ابحث عن الإبداع في حياتك، وستعلم ما كان ينقصها حتى تكون جميلة، تصبحون على خير.

 

من مقال ( قبل النوم ) ياسر حارب

20-7-2013م 

الاثنين، 10 يونيو 2013

سياسة المنع هل تجدي؟

سياسة المنع هل تجدي؟

 

    بطبيعة حياتنا الاجتماعية نحن نرفض «التغيير والتجديد والجديد» وهذا ما نشهده غالبا في حياتنا اليومية، فمن أيام «الدش» و»جوال الكاميرا» و»العباية المخصرة» وغيرها، رفضنا كل ذلك وقتها بل وصلت لمرحلة «شن» حملة إعلامية وتجييش للكثير كل بطريقته وأسلوبه، ولكن ماذا حصل بعدها؟ حصل أن أصبحنا لا يوجد هاتف نقال بدون كاميرا وتجاوزنا ذلك بمراحل، وحتى من كان يرفضه هو الآن أول من يملكه ماذا عن «الدش»؟ هل يمكن القول تجاوزا أن كل بيت لديه «دش» ورسيفر؟ وإن لم يجده فمن خلال النت والمواقع والبث الحي من الأجهزة اللوحية الذكية؟ أما اللبس فلن ادخل بتفاصيله والجميع يشاهد. ماذا عن الكتاب والمنع؟ أصبح من خلال «النت» وبملفات «بي دي اف» يمكن لك أن تحمل أي كتاب أيا كان أو يصلك من خلال الإيميل برابط صغير لا يصل لنصف سطر. التسوق العالمي الآن مفتوح تستطيع أن تشتري من اليابان ثم تذهب لنيويورك ثم تعود إلى كوريا ومروراً بدبي وقد تنسى شيئاً وتذهب إلى المانيا وأن تحتسي قهوتك التي لم تبرد بعد. ما أريد قوله أن سياسة «المنع» عفا عليها الزمن وشرب فأنت تشتري لابنك أو ابنتك جهازاً «ذكياً» والذكي هنا ليس الجهاز بل من «صنعه» ومن «يستخدمه» ستجد بهذا الجهاز آلاف البرامج بل مئات الآلاف من البرامج منها السيئ والإيجابي وكل شيء ووفق معاييرك ما هو سيئ يراه آخر جيدا، وهكذا ولكن هل تستطيع منع «ابنك أو ابنتك» أن لا يدخلا أو يحملا هذا البرنامج أو ذاك؟ لا طبعاً. وقد لا تعرف من الأساس. فما الحل هل أمنع الجهاز الذكي عنه؟ هي كالسكين ممكن تقتطع بها «تفاحة» وقد «تقتل بها» إنساناً إذا الحل «بالتوعية» بالحوار، بالثقة، بالخطاب، بالنقاش، باحتواء الشباب من الجنسين، لماذا يذهبون لهذا البرنامج أو ذاك ولماذا يمارس هذا السلوك أو ذاك، هذا يعني وجود خلل يجب أن يملأ بشيء إيجابي لا يجب أن تمنع وتسكت بل أوجد البديل والخيار الآخر. الإغلاق والقمع الاجتماعي والنفسي ليسا حلاً ابداً فقد يأتي بأثر سلبي أكبر يجب أن نحول ما يمكن أن يستخدم سلباً إلى إيجابي، والتقنية متغيرة ومتطورة فلن تقف بمنع برنامج أو تطبيق أو خلافة، أرفعوا سقف التوعية والحوار والتوازن الاجتماعي فنحن للأسف نأتي متأخرين وأحيانا لا نأتي. يا هيئة الاتصالات منع «الفايبر» أو غيره مستقبلاً هل يعني حققتم «الفضيلة» في المجتمع وهي ليست مسؤوليتكم ولا يعني أنني أريد ترك كل شيء بلا توعية وفهم واحتواء ولكن غيروا دفة المنع إلى التوعية والفهم فهو الحل الحقيقي والأمثل. فأنتم كالذي يعد النجوم في ليل الأول من أغسطس بهذه السياسة للمنع والحجب.

 

بقلم / راشد بن محمد الفوزان

المصدر جريدة الرياض

9/6/2013

http://www.alriyadh.com/2013/06/09/article842347.html

 

 

 

معضلة الشخص المعطاء والراكب المجاني

من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...