الاثنين، 17 سبتمبر 2012

هي أشياء لا تُشترى

هي أشياء لا تُشترى

 

- كنتُ على وشك دخول معرضٍ فني في المتحف البريطاني عُرِضَت فيه لوحات وقطع فنية تعكس صورة لندن وأنماط الحياة فيها أيام شكسبير، وكانت زيارة ذلك المعرض إحدى أهدافي من الذهاب إلى لندن. وصلتُ المتحف قبل أن تُغلق أبوابه بقليل، وقبل أن أدخل اتصل بي صديق عزيز جداً، ولأنه غير مسموح لأحد استخدام هاتفه في داخل المعرض؛ قررتُ الوقوف خارجا وبقيتُ أتحدث معه لنصف ساعة حتى أغلق المتحف أبوابه. انتهت المكالمة وعدتُ مشياً إلى الفندق، ولكن بهجتي بالحديث معه كانت أكبر بكثير من تلك التي كنتُ أبحث عنها في التجول بين أروقة المتحف. فلقد استطعتُ أن أشتري تذكرة دخول للمعرض، ولكن هل كان يمكنني أن أشتري ضحكاته وبهجته؟

- دخلتُ مقهى صغيرا في زقاق بعيد نَسِيَتْهُ أرجل المارة، وكنت أحمل في يدي كتابا صغيرا عن التخطيط الاستراتيجي وآليات اتخاذ القرار. تحدث المؤلف في أحد مقاطعه عما سماه "مبدأ آيزنهاور" الذي كان أحد أفضل رؤساء الولايات المتحدة في إدارة الوقت، وقال مرة: "إن معظم القرارات العاجلة التي نتخذها في حياتنا ليست مهمة". ثم يشرح الفرق بين المهم والعاجل، وكيف يجب علينا ألا نقدم الأخير على الأول. اقتربتُ من البائعة وطلبتُ كوب قهوة، وعندما لمحت الكتاب في يدي نادت زميلها وقالت له: "أليس هذا هو نفس الكتاب الذي كنتَ تقرأه قبل أيام؟" فضحك وقال بأنه هو نفسه. أخذتُ قهوتي ودعوته للجلوس معي لأسمع رأيه في الكتاب. تحدثنا قليلا ثم سألته عن العلاقة بين قراءة كتاب كهذا وبين وظيفته، فقال لي: "أقرأه لأنني أود أن أملك سلسلة عالمية للمقاهي حول العالم. وقد تقول عني إنني أحمق؛ فكيف يمكن لبائع بسيط مثلي أن يفكر كذلك، وجوابي قد وجدته عند آيزنهاور. فعملي هذا ضروري لأنه يكسبني خبرة في سوق المقاهي، وقراءتي للكتاب ضرورية لأنها تكسبني معرفة في التخطيط، أما حلمي فمستعجل ولكنه ليس ضروري الآن، لذلك قررت أن أحققه على مهل". يبلغ ذلك الشاب من العمر اثنان وعشرون عاما. أتساءل الآن وأنا أتذكر هدوءه: هل يمكننا شراء الأحلام؟ قلت له قبل أن أنصرف: "حلمك لا يقدر بثمن. فهو ليس المقهى، ولكنه الاستمتاع ببنائه، فلا قيمة للأحلام التي تقدم إلينا على طبق من ذهب".

- دخلتُ محلا تجاريا، وبينما كان الموظف يغلّف الهدايا سألني عن عملي فقلتُ بأنني كاتب. فسألني إن كنت مشهورا، فقلت له ليس بعد. ثم سألني إن كنتُ أسعى للشهرة؟ فقلت له إنني أخشاها جداً، ولكنني سأكذب إن قلت إنها ليست مغرية، ولكنها تحمل الكثير من الالتزامات تجاه القراء، ناهيك عن توقعاتهم اللا محدودة. فقال لي: "لقد كنتُ أُغني إلى جانب عملي هذا، وكنت على وشك أن أصبح مشهورا حتى قال لي أحدهم بأنني إن اشتهرتُ فلن أملك نفسي وسأكون ملكاً للآخرين، وسأكون عرضة لكلام الناس ونقدهم، وسأحارَب وسوف يُشهَّر بي. ثم كل ذلك من أجل ماذا، السعادة؟ وسألني: ألستَ سعيدا الآن!" سَكَتَ قليلا ثم أردَف: "هل ترى أولئك المشاهير الذين يلبسون أقنعة ونظارات سوداء كلما خرجوا من بيوتهم؟ أراهن بأن أيا منهم مستعد لاستبدال حياته مع حياتي". خرجت وأنا أقول لنفسي: "حقا، لا يمكننا أن نستمتع بالحياة من وراء الأقنعة". ثم وقفتُ على الرصيف وتساءلتُ: ماذا لو كان بين هذه المحلات محلا لبيع القَناعة؟

- في طريقي إلى المطار سألني سائق التاكسي: "هل أنت مؤمن يا سيدي" فقلت له نعم، لماذا؟ فقال: "كنتُ عندما أرى الناس حولي تعساء أقول في نفسي إنهم ليسوا مؤمنين ولذلك فإنهم لا يعرفون طعم السعادة. ولكنني وجدت بأن هناك آخرون يصلون ويؤدون جميع الفرائض إلا أنهم تعساء أيضاً. هل تعرف السبب؟ لأنهم ينظرون إلى علاقتهم مع الله على أنها صفقة؛ يؤدون فرائضه حتى يرزقهم في الدنيا ثم يدخلهم الجنة في الآخرة. يقرأون القرآن فيستخلصون منه شروطا تشبه شروط الصفقات التجارية: هذا ما سنقدمه وهذا ما سنحصل عليه!" فقلت له أليس ذلك طبيعيا؟ فقال: "كلا، فلو عبدنا الله لذاته وعظمته فقط لكُنّا سعداء؛ لأننا حينها فقط سندرك معنى الإيمان الخالص. انظر إليَّ، لا أعرف إن كنت سأدخل الجنة أم لا، ولكنني سعيد جداً بعبادته" قلت له: "صدقت؛ الإيمان الخالص والحب الخالد يأتيان دون شروط". تساءلتُ وأنا أجر حقائبي في المطار: لو كان الإيمان الخالص يُشترى فمن منّا سيستطيع شراءه؟

- الرضى عن النفسي، القبول بالذات والتصالح معها، التسامح مع الآخرين، الابتسامة النقية، الصداقة الخالصة، الحب الخالد… وأشياء منسية أخرى هي أشياء لا تُشترى، ليس لأنها غالية الثمن، ولكن لأنها تفقد قيمتها عندما نضع لها ثمنا.

 

ياسر حارب

15 / 9 /2012

المصدر

http://yhareb.com/wp/?p=2437

 

الأحد، 9 سبتمبر 2012

لا تستقبلوها بدعاوى القوة وطأطئوا لها الرأس حتى تمر

لا تستقبلوها بدعاوى القوة وطأطئوا لها الرأس حتى تمر

كما السفينة بلا ربّان تصارع الموج لتنتهي به ومعه الى صخرة الهلاك تترقب ذات الصخرة كل أمرئ خلت خزانة أيامه من هدف يحميه وحلم يجدّف به الى شاطئ النجاة .

لا تواجهوا موج الحياة بدعاوى القوة الزائفة ولا تستقبلوه بصدور محبّة للتهلكة بل كونوا أكثر حكمة طأطئوا الرأس تارة وارفعوها أخرى ولا تكونوا كحمل وديع يواجه أسدا جائعا .

نحن أضعف من الحياة ولكننا في ذات الوقت أذكى منها ومن أمواجها المتدافعة .. عاملوها بذكاء فهي تكره من انسانها الغبي العنيد

الجمعة، 17 أغسطس 2012

{هَآؤُمُ اقْرَءُوا كِتَـٰبِيَهْ}

اللهم اجعلنا ممن يقول {هَآؤُمُ اقْرَءُوا كِتَـٰبِيَهْ}

🌹تأملات في آيات🌹

للنجاح لذة وله نشوة، (تأملـ/ ـي) نداء الناجحين {هَآؤُمُ اقْرَءُوا كِتَـٰبِيَهْ}  [الحاقة:١٩]، إنه نداء بصوت عال تغمره البهجة: تعالوا جميعاً هذا كتابي خذوه فاقرءوه ..!
وبمثلها يصدح المجتهد حين يستلم شهادة التفوق على الأقران، فإن أردت إكسير النجاح الذي لاينضب في الحياتين، فقف طويلاً مع التعليل في قوله: {إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلَـٰقٍ حِسَابِيَهْ} [الحاقة:٢٠] ..
منقول
                                  [أ.د.ناصر العمر]
#العيد #رمضان #منقول #ksa #اليلة_القدر 




الخميس، 12 يوليو 2012

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

لماذا نقدم الماء مع القهوة التركية !!

هل تعلم !!
كان العثمانيون يقدمون دائمًا الماء مع القهوة عند استقبال ضيوفهم، فإذا كان الضيف ممتلئ المعدة، أو غير راغب في الطعام؛ يمد يديه إلى القهوة ليشربها أولًا. أما في حالة البدء بشرب الماء، فيفهم صاحب البيت من هذا أنه جائع، فيذهب ليأتي له بالطعام،

وذلك من دون الحاجة للضيف أن يخبره بذلك؛ حتى لا يتحرج

 

الخميس، 28 يونيو 2012

الخواف

لا تسرق الوقت من غيري انا ما بي زمن غيري
لا تسرق العمر يا طيري مدام قلبك لاحد غيري
عطني من ايامك نهار وباقي العمر للي تبي
ما به فرح يا معذبي وانتا لحد غيري
ناظر وعدنا طاف في اللي درى ومن شاف
يا قلبك الخواف
.....................................

يا صاحبي الخوف ما يطمن الخوف لا تلمس الجوف
وانتا يدينك باردة
والفرقا دايم واردة
وانتا وانا بنفس الطريق
بس الخطا متباعدة
.....................................

لا تسرق الوقت يا اجمل الوقت
تكذب علي واكذب عليك
والقى الدفا برشعة يديك
نقضي العمر كل العمر نحلم بلحظة شاردة





معضلة الشخص المعطاء والراكب المجاني

من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...