قلم : علي منصور كيالي
ذكر القرآن الكريم العديد من الألوان ضمن آياته حيث للألوان تأثير كبير على نفسية الإنسان وطاقته العصبية وحتى وقايته من بعض الأمراض وأول الألوان التي يذكرها القرآن اللون الأصفر الفاقع في سورة البقرة حيث توضح الآية الكريمة أن هذا اللون يبعث السرور في نفس الناظر (إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) البقرة "69" وفي سورة فاطر ورد ذكر ثلاثة ألوان للجبال (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود) فاطر "27" وتدل هذه الآية على أن اللون الأبيض مختلف ألوانه لأن اللون الأبيض هو فعلاً لون مركب من ألوان الطيف السبعة وهي (البنفسجي، النيلي، الأزرق، الأخضر، الأصفر،البرتقالي، الأحمر) أما عندما ذكر اللون الأسود لم يقل مختلف ألوانه بل قال (غرابيب سود) والغرابيب هي جمع كلمة (غربيب) وهو اللون الأسود فقط وغير مركب من ألوان أخرى لذلك يقال (أسود غربيب) . وإذا طبقنا ألوان الطيف السبعة على جسم الإنسان بدءاً من أعلى الرأس وحتى نهاية العمود الفقري نجد أن كل لون له تأثير على المنطقة المقابلة له من الجسم وتتوافق مع فتحات الطاقة (الشكرات) الموزعة على جسم الإنسان فاللون (البنفسجي) وهو أعلى ألوان الطيف يؤثر على أعلى الرأس والدماغ ومركز التفكير في مقدمة الدماغ بشكل خاص أما اللونان (النيلي والأزرق) فيؤثران على منطقة الوجه والعنق وخاصة (الغدة الدرقية) قال تعالى: (ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً) طه "102" وأما اللون (الأخضر) فيؤثر على منطقة الصدر وهو اللون الذي يشرح الصدر وهو لون مفروشات الجنة (متكئين على رفرف خضر) الرحمن "76" وهو لباس أهل الجنة أيضاً (عليهم ثياب سندس خضر) الإنسان "21" وأما اللون (الأصفر) فيؤثر على منطقة المعدة والعصارات الصفراء وتفيد الفواكه والأطعمة ذات اللون الأصفر في علاج هذه المنطقة وأما اللون (البرتقالي) فيؤثر على منطقة الأمعاء وتعالج الفواكه ذات اللون البرتقالي تشنجات الكولون والأمعاء وأما اللون (الأحمر) فيؤثر على منطقة الحوض وأسفل العمود الفقري . وطلب القرآن صراحة النظر إلى ألوان الفواكه والثمار (أخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها) فاطر "27" وخاصة إلى ألوان ثمار معينة مثل ثمار النخيل والعنب والزيتون والرمان فقال تعالى: (ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه) الأنعام "99" فألوان هذه الثمار لها تأثير إيجابي على نفسية الإنسان وهدوء أعصابه إضافة للفوائد الطبية الناتجة عن تناولها . والألوان لها تأثير أساسي على (الطاقة) داخل جسم الإنسان الذي يحتوي خلاصة كل أنواع الطاقات الخيرة والشريرة ولكل كائن بشري مستوى من الطاقات يخصه وحده (ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به) البقرة "286" فالطاقة (الزهرية) هي طاقة روحانية مباركة وتخص الملائكة والرسل الكرام وحتى آل بيتهم، أما الطاقة (البنفسجية) فهي طاقة الخلق والإبداع وتؤثر على منطقة التفكير وهي سر جاذبية الإنسان ويقويها تناول العسل (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) النحل "69" والطاقة (البيضاء) هي طاقة الحيوية والحب والأمل والحنان بينما الطاقة (الحمراء) هي طاقة الغضب والعدوان وإثارة الغرائز والأمراض العصبية والطاقة (السوداء) هي طاقة الحقد والكراهية والمكر والخداع وتؤثر في الوجه (أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً) يونس "27" والطاقة (الصفراء) هي طاقة العجز والركود والعدم والوجه الأصفر دليل وجود خلل في طاقات الجسم . والأهم ما في الأمر أن (الغضب) هو مفتاح جميع الطاقات السلبية الضارة للجسم لذلك كرر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وصية (لا تغضب) وكظم الغيظ أثناء الغضب هو سر الاحتفاظ بجميع الطاقات الإيجابية في الجسم (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران "134" و (ثقافة التسامح) تعطي الإنسان الكمال في الطاقة الإيجابية (ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور) الشورى "43" فالأمل كل الأمل أن تنتشر (ثقافة التسامح) والعفو بين أبناء هذا الشعب الطيب الكريم لتعم السعادة والفرحة (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) يونس "28"
{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}[البقرة :269 ] العالم لا ينقصه الذكاء ولكن تنقصه الحكمة. د علي شراب
الأربعاء، 14 سبتمبر 2011
الألوان في القرآن
الجمعة، 9 سبتمبر 2011
تاريخ القهوة
كنت أود الكتابة عن القهوة منذ زمن مضى، خصوصاً بعد أن صرم زميلي الدكتور عبدالغفور روزي وقتاً من أوقاته البحثية والاكاديمية وهو يبحث في تاريخ القهوة في الشرق والغرب، ثم نشر بحثاً جميلاً موثقاً. وكنت أريد أن أقول عن القهوة ما يعد من باب المداخلة مع مقال زميلي الدكتور عبدالغفور. فتاريخ القهوة موغل في القدم. على أن عمرها في جزيرة العرب لا يتعدى حوالي خمسة قرون.
ومما شجعني على كتابة هذا الحديث ما قرأته مؤخراً أن بعض الجامعات الأمريكية والبرازيلية أقرت مقرراً أو أكثر في تاريخ القهوة. وكنت في أيام طلب العلم اطلعت على كتاب مهم عنوانه: القهوة والمقاهي: أصل المشروب الاجتماعي في الشرق الأدنى في العصر الوسيط beverage in the medieval near east coffee and coffee house: the origins of a social. وهو من تأليف رالف هاتوكس Ralph hattox ونشرته في سنة 1985جامعة واشنطن في مدينة سياتل الواقعة في الشمال الغربي للولايات المتحدة.
يرتبط اسم جمال الدين أبوعبدالله محمد بن سعيد الذبحاني بتاريخ القهوة في الجزيرة العربية. عاش الشيخ الذبحاني في منتصف القرن التاسع الهجري (منتصف القرن الخامس عشر الميلادي) وهو أول من أدخل هذا المشروب إلى الجزيرة العربية. وبالتالي يمكن أن نقول مطمئنين أن القهوة بكل أشكالها لم تكن معروفة لأهل الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ. كان الشيخ الذبحاني يتولى رئاسة الإفتاء في عدن، تعرض عليه الفتاوى التي تتعرض للنوازل يجيز ما يراه، وينقض أو يصحح ما يحتاج إلى تصحيح. وكان أيام عمله ذاك على علاقة بالحبشة، وربما أنه تعاطى التجارة مع تجار الحبشة. لذا نجده يسافر إلى هناك، وتعرف على مشروب القهوة، وارتاحت لها نفسه. وبعد عودته أصيب بمرض جعله يتذكر مشروب القهوة، فأرسل من جلبها له. فطفق يصنعها كما كان يصنعها الأحباش، وسقاها لخاصته وأهل بيته وعرفوا مقدار أثرها على الجسم الواهن والذهن المكدود.
لقد بقيت القهوة محدودة الانتشار في اليمن، ولقيت معارضة من مشايخها، وعدوه مشروباً جديداً ومبتدعاً لا يتناسب مع مروءة الرجل. أما الشيخ الذبحاني فقد انتهى أن أصبح من المتصوفة، وترك القضاء والإفتاء، ولازم شرب القهوة، وهذا سبب آخر زاد من عدد معارضيها. لكن القهوة أصبحت من لوازم الصوفية، لأنها تساعدهم على السهر وقيام الليل. وبعد مدة لا تتجاوز العقد بدأ بعض المزارعين في زراعة شجرة القهوة بسبب انتشار شربها بين الطبقة العليا في اليمن، ثم قلدتهم العامة خصوصاً طلبة العلم الذين يحتاجونها لمساعدتهم على السهر.
ومن اليمن انتقلت القهوة إلى مكة، وعارضها رجال الدين معارضة شديدة، وأصدر بعضهم الفتاوى التي تحرمها، وعدوها من جنس المسكرات والمثبطات. وقالوا إنها تسبب العلل في الأبدان والضعف في العقول. وانقسم الناس بسببها إلى قسمين، وكثرت الفتن والمواجهات خصوصاً عندما أيد بعض الفقهاء فريق المحللين للقهوة، واستعان بعض الفقهاء بالسلطة السياسية، وطال النزاع طويلاً، ولا داعي لاستعراض ذلك النزاع في هذا الحديث. لكن المعارضين اخترعوا حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شرب القهوة يحشر يوم القيامة ووجه أسود من أسافل أوانيها.
ولعل شهرة القهوة وانتشارها في بقية الأمصار الإسلامية حدث عندما ظهرت القهوة لأول مرة في مصر في مطلع القرن العاشر الهجري. لقد جلبها اليمانيون إلى رواقهم في الجامع الأزهر، وكان طلاب اليمن وما جاورهم في الرواق اليمني يسهرون للدراسة وترديد الأذكار وينشدون المدائح النبوية، ويستعينون على مغالبة النعاس بشرب القهوة. ولقيت القهوة معارضة علماء مصر، وأصدر بعضهم فتاوى تحرمها، ومع هذا بقيت معارضة مصر اخف وطأة من معارضة الحجاز.
وكانت العلاقة المتنوعة بين الحجاز واليمن ومصر قوية ومتشابكة، ونلمح أن مشروب القهوة انتشر في عموم اليمن، لكنه في مكة يصادف عاماً تحرم فيه القهوة، وآخر تحل فيه، والشيء نفسه يقال عن مصر. وحدث في بعض الأعوام التي سُمح بمشروب القهوة أن قُدمت لزوار البيت العتيق جنباً على جنب مع ماء زمزم، وحدث في الأعوام التي حرمت فيها القهوة أن أقيم الحد الشرعي على شاربها وبائعها، فقد عزر أولئك وطوف بهم في شوارع مكة، وكبس العسس على المقاهي وبيوت القهوة وخربت وكبس على المرتادين وأخرجوا وقد شدوا وثاقهم بالحبال والحديد، ثم يتم جلدهم في الميادين العامة ويسجنون المدد المقررة.
ومن مصر والحجاز انتقلت القهوة إلى القسطنطينية ثم البندقية في القرن السابع عشر الميلادي. ثم إلى سائر أوروبا. وافتتح أول مقهى في انجلترا سنة 1652م. ولقيت القهوة معارضة في انجلترا وألمانيا ولكنها معارضة يسيرة.
ارتبطت القهوة بالصوفية، حيث اتخذها أغلبهم بديل المشروبات التي قد يدخلها التخمر، وارتبطت بشرب التنباك، لهذا نظر إليها أهل نجد وبقية عموم الجزيرة نظرة متوجسة. وصدرت فتاوى في نجد تحرم مشروب القهوة. ومنع الناس من جلبها من الحجاز عند عودتهم من الحج. وتأخر وصول القهوة إلى نجد، وعرفت على نطاق ضيق جداً في نهاية القرن الثاني عشر الهجري. ولم تنتشر وينسى الناس الفتاوى التي تحرمها إلا مع اتصال أهل نجد بأهل مصر وأهل الشام أيام الدولة السعودية الأولى. ومع هذا بقيت القهوة ممنوعة من دخول مساجد نجد إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري. ثم انتقلت القهوة من النقيض إلى النقيض فأصبحت تقدم في مساجد نجد وفي شهر رمضان المبارك. وسبحان مغير الأحوال.
والآن القهوة تعيش عصرها الذهبي حيث تنتشر بيوت القهوة في كل مكان. وتفنن الناس في صنعها. وزادت البرازيل وغيرها من الدول من زراعتها. وهي تلعب دوراً اجتماعياً كبيراً. وهي لعبت أدواراً سياسية خطيرة منذ القرن السابع عشر إلى القرن العشرين الميلاديين. حدث ذلك في المشرق العربي وأوروبا. ولعل لي عودة للحديث عن تلك الأدوار.
جريدة الرياض
بقلم
د. عبدالله بن ابراهيم العسكر
http://www.alriyadh.com/article384015.html
الأربعاء، 7 سبتمبر 2011
عالم الفيزياء السوري علي كيالي في محاضرة بدبي: الوضوء يزيل الشحنات الكهربية الضارة التي تنزل على الأرض وتصيب الإنسان بآلام المفاصل
قال عالم فيزيائي سوري ان الوضوء له فوائد عظيمة من خلال إزالة الشحنات الكهربية الضارة التي تنزل على الأرض وتصيب الإنسان بآلام المفاصل والروماتيزم .وذكر الدكتور علي منصور كيالي عالم الفيزياء بكلية حلب في سوريا والمتخصص في الإعجاز العلمي،
وقال إن للماء طاقة عجيبة ولكن الإنسان أفقده هذه الطاقة عن طريق توصيله للبيوت عبر الأنابيب أو شربه من خلال الأواني البلاستيكية، ولكن أقرب مادة تعيد للماء حيويته وطاقته هي الفخار. جاء ذلك في محاضرة له بجائزة دبي الدولية للقرآن، بعنوان /المادة والطاقة في القرآن/.وأكد كيالي، أن الوضوء بجانب أنه نظافة دائمة ومستمرة لمدة خمس مرات في اليوم والليلة، إلا أن له فوائد عظيمة من خلال إزالة الشحنات الكهربية الضارة التي تنزل على الأرض وتصيب الإنسان بآلام المفاصل والروماتيزم، ولافتا إلى أن عدم وجود الماء استبدله الله بالتيمموأشار إلى أن القرآن الكريم يمنح سامعه طاقة كبيرة، ولذلك يتدخل الله سبحانه وتعالى مباشرة ويضع التشويش الصوتي والسمعي على من لا يؤمن بالآخرة، ويتجسد ذلك فيما أورده الله في كتابه حين ذكر، "وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً". وأكد المحاضر أن الإنسان عندما يبتعد عن القرآن يتبعه الشيطان كطاقة شريرة، لافتا إلى أن هناك حبلا للطاقة يرسله الله على كل إنسانوقال إن "المسلم في الصلاة يقرأ القرآن واقفا، بسبب أن هناك "شكرة" أعلى الرأس تعمل في ذلك الوقت.الطاقة القرآنيةولفت إلى أن القرآن الكريم فيه طاقة هائلة أظهرها قول الله عز وجل، "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون". مؤكداً أنه يستحيل أن يحدث أي عمل في الكون إلا من خلال طاقة الله المباشرة.ونوه العالم الفيزيائي، إلى أن القرآن الكريم أنزل ليلا كما قال الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة"، وقوله عز وجل: "إنا أنزلناه في ليلة القدر"، ولذا فإن الطاقة السامية والخيرة تعمل ليلا وتتنزل هذه الطاقة مع الملائكة في ليلة القدر وعند خيوط الفجر الأولى تنسحب الملائكة.وأكد كيالي أن الإنسانية دائما في صراع بين المادة والطاقة، مشيرا إلى أن المادة يمثلها إبليس مصدقا لما ورد في القرآن الكريم حين قال بشأن المقارنة بينه وبين أبينا آدم عليه السلام، "خلقتني من نار وخلقته من طين".وأوضح أن الطاقة نوعان منها الخيرة ومنها الشريرة يجسدهما على الترتيب قول الله عز وجل، "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون"، مشيراً إلى أن الملائكة تنزل بالطاقة الإيجابية.أما الشياطين فهي تجسد الطاقة السلبية، ويظهر ذلك في قول الحق، "قل هل أنبئكم على من تنزل الشياطين، تنزل على كل أفاك أثيم".وذكر أن الطاقتين متنافرتين تماما، منوها إلى أن الله جعل لكل شخص منا ملائكة لتحفظه، مستشهداً بقول الله عز وجل، "ويرسل عليكم حفظة".وشدد كيالي، على أنه يستحيل القيام بأي عمل أو انتقال الإنسان إلا من خلال طاقة الله المباشرة، فلا حول ولا قوة إلا بالله هي أصدق كلمة، حيث لا يمكن أن يفعل الإنسان شيئا إلا بقوة الله، وسيدنا إبراهيم عليه السلام يقول: "ربي اجعلني مقيم الصلاة" أي أنني لا أمتلك أي طاقة حتى أؤدي الصلاة، وإنما الذي يعين الإنسان ويعطيه القوة على ذلك هو الله سبحانه وتعالى.ولفت إلى أن الله عز وجل هو الذي يحمل الفلك والسفن في البحر "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون، وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون"، وقال عز من قائل: "وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام".وقال كيالي، إن "الطيور والطائرات يمسكها الله عز وجل في الهواء، فقال سبحانه: "أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن"، وقوله "ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله".وذكر أن رصّ الصفوف في الصلاة وفي القتال تزيد الطاقة الخيرة، والصلاة على الطريقة الإسلامية مرتبطة بالتبدلات الضوئية للشمس "أقم الصلاة لدلوك الشمس على غسق الليل".
الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011
كن إيجابيا… لا أحمق!
لإيجابية لا تعني مطلقا أن يخدع الإنسان نفسه فيقول إن الدنيا كلها ربيع وإن الجو بديع، وإن الألوان في هذه الحياة كلها ليست سوى تدرجات عن اللون الوردي، هذا ضرب من ضروب الحماقة، بل رمي بالنفس إلى التهلكة!
الإيجابية الحقة تعني أن يكون الإنسان مدركا تمام الإدراك ما يجري حوله، وأن يعرف شكل المشاكل والمعوقات وحجمها ومصادرها، وأن يعي أن في هذا الواقع الكثير من المصائب والابتلاءات، وأن كثيرا من الناس سيواجهون الكثير من التحديات والصعوبات في حياتهم، وأنهم سيخفقون ويصابون ويتألمون، وأن هذا كله من سنن الله الماضية التي ستستمر حتى قيام الساعة.
الإيجابية الحقة تعني أن يدرك الإنسان هذا كله مؤمنا ألا مفر من وقوعه، ولكن أن يُقبِل في ذات الوقت على مواجهته متسلحا بالعزيمة المرتفعة والهمة العالية، وقبل ذلك بالإيمان بأن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده.
الإيجابية الحقة تعني أن يثق الإنسان أن الأمور، مهما كان شكلها اليوم ومهما بلغت درجة تعقيدها وإيلامها، صائرة إلى الأحسن بإذن الله تعالى، إن عاجلا أو آجلا، وأن يتذكر كم من المصائب والجراحات والمشاكل قد مرت على البشر منذ فجر التاريخ، وكيف أنها سرعان ما راحت وانقضت، طال عمرها أو قصر، وأن يتذكر أيضا كم من ابتلاء رآه الإنسان شرا في حينه، وإذا به بعدما تجاوزه يكون فيه خيرا كثيرا.
الإيجابية الحقة تعني أن على الإنسان عند مواجهته للمعوقات والفشل أن يفكر بالدروس الخفية والحلول المحتملة والثمرات المستخلصة منها، فيأخذها ويجعلها بذورا لمحاولات الغد السائرة به نحو النجاح، لا أن يجلس طوال الوقت يجتر مفردات المشكلة وتعقيداتها وألمها، ويرفض حتى مجرد التفكير أن هنالك حلا ما في مكان ما، كمن يقوم بلف حبل حول عنقه ليخنق نفسه، وليس في هذا القول أي دعوة بأنه لا يصح للإنسان أن يحزن مطلقا أو أن يتألم فيمارس طبيعته البشرية لبعض الوقت، بل على العكس تماما، هذا الشيء من تمام الصحة النفسية، بل إن من مكملات الإيجابية أن يعي الإنسان حاجته النفسية لممارسة ضعفه البشري وانكساره النفسي في أوقات معينة تكون له كاستراحة المحارب، يعود بها أقوى شكيمة وأصلب عودا.
كما أن الإيجابية ليست شيئا محصورا بأناس بعينهم دون سواهم، بل هي طبيعة وعادة يمكن التطبع بها والتعود عليها، وكما قال النبي الهادي البشير عليه الصلاة والسلام: "العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم"، ولهذا فعلى الإنسان أن يذكر نفسه بأهمية أن يكون إيجابيا كي لا يقع فريسة للإحباط والكآبة، وعليه أن يبحث عن كل ما من شأنه أن يعزز هذه الحالة في نفسه، فيرافق الصديق الإيجابي ويرتاد المجالس الإيجابية ويتابع الأخبار الإيجابية ويقرأ الكتاب الإيجابي، وأن يبتعد في المقابل عن كل ما يرتبط بالسلبية والتشاؤم وأهلها ودروبها وأدواتها.
يا سادتي، ليس هذا كلاما إنشائيا، بل هو ما رأيناه بأعيننا، وما أثبتته تجارب الناجحين الإيجابيين عبر الأزمان والعصور في مختلف بقاع الدنيا، ولو تصفحنا سير هؤلاء فنادرا ما سنجد منهم من واتاه النجاح من المرة الأولى، بل إن أغلبهم من أخفق وأخفق لعشرات المرات، ومن أفلس مرات ومرات، ومن واجه من المصائب والمعوقات ما لا يمكن تصوره، ولكنهم جميعا ثبتوا وثابروا ولم ينكسروا في مواجهة الدنيا، حتى تيسرت له السبل وانفتحت لهم الأبواب، فإذا بهم يتسنمون ذرى المجد!
د. ساجد العبدلي
المصدر :
http://aljaridaonline.com/2011/09/06/12363735/
الأحد، 4 سبتمبر 2011
دعاء
يا فارج الهم و يا كاشف الغم فرج همي ويسر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من حيث لا أحتسب يا رب العالمين
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا
الثلاثاء، 23 أغسطس 2011
قصة جميلة .
قصة جميلة .
كان الراكب بجانبي في الطائرة رجلاً كبيراً في السن، من بريطانيا.. عرف نفسه بأنه يعمل مستشاراً في واحدة من كبرى الشركات..
حينما عرفته بنفسي وأنني مهتم بالطفولة.. قال لي وهو يبتسم:
"سأخبرك إذن قصتي مع ولديّ"..
***
هذا الرجل لديه ابنان..
حينما كان ابناه في المرحلة الابتدائية العليا.. لاحظ عليهم قلة اهتمامهم بدروسهم..
فأخذ يوماً يتحدث معهما.. وكان يعرف شغفهما الشديد بالسيارات.. فسألهما عن السيارة التي يريدان اقتنائها عندما يكبران.. فهتف الاثنان سوية: "فيراري!"..
فقال لهما على الفور: "إذن ما رأيكما أن نذهب الآن ونشاهد السيارة الفيراري التي ستشتريانها؟"..
وطار الولدان من الفرحة.. وبالفعل أخذهما والدهما إلى معرض سيارات فيراري.. دخلوا المعرض.. واستقبلهم البائع.. وحين سأل الأب كيف يمكن أن يساعده أجابه الأب: "ولداي يريدان شراء سيارتي فيراري"..
قال لي الأب بأن الحظ ساعده يومها بأن البائع فهم الرسالة.. وتعامل بكل ود معهم.. فأخذ يعامل الولدان وكأنهما مشتريان حقيقيان.. قال لهما بأن يختارا السيارة التي يريدان.. وبالفعل اختار الولدان إحدى السيارات المعروضة.. وأخذا يتأملانها ويتلمسانها بكل شغف..
ثم عرض البائع عليهما أن يفتح السيارة وأن يجلسا فيها ويشاهداها من الداخل..
وكاد الولدان حينها أن يجنّا من الفرحة..
دخل الولدان سيارة الفيراري وهما لا يكادان يصدقان نفسيهما.. أخذا يتبادلان الجلوس خلف المقود ويمثلان وكأنهما يقودان السيارة..
كان يوماً لا ينسى..
ثم شكر الأب البائع.. وقبل أن يغادروا صالة الفيراري.. قال الأب لولديه: "لقد نسينا أن نسأل عن قيمة هذه السيارة"؟.. والتفتوا إلى البائع وسألوه عن السعر.. وسأله أيضاً عن قيمة القسط الشهري لو أرادوا شراء السيارة بالأقساط.. ثم طلب الأب من ولديه أن يسجلا هذه المعلومات على ورقة ويحتفظا بها..
**
حينما عادوا إلى المنزل.. كان الولدان يتحدثان طول الوقت عن السيارة التي شاهداها.. كانا مفعمين بالإثارة.. جلس حينها الأب معهما وبدأ في الحديث.. قال لهما أن هذه السيارة غالية الثمن.. وأنه إذا أرادا الحصول عليها أن يكونا في وظيفة مرموقة حينما يكبران، تدر عليهما دخلاً جيداً.. حتى يتمكنا من دفع القسط الشهري المرتفع..
وبحسبة بسيطة معهما حددوا سوية كم يجب أن يكون الراتب الشهري لمن يريد أن يشتري سيارة الفيراري..
***
في اليوم التالي.. اتجه الأب مع ولديه إلى المكتبة العامة..
هناك استعرضوا التقارير السنوية عن معدل دخل مختلف الوظائف في بريطانيا.. وقاموا بإلغاء كل وظيفة يقل دخلها عن الدخل الذي حددوه بالأمس لشراء سيارة أحلامهم.. وفي النهاية توصلوا إلى عدد قليل من الوظائف.. أوضح لهم الأب أن الحصول على إحدى هذه الوظائف سيضمن لهما الوصول لهدفهما..
ثم، وعن طريق المعلومات المتوفرة في المكتبة.. حددوا سوية كيف يمكن لأي شخص أن يصل إلى واحدة من هذه الوظائف، ما هي الشهادات المطلوبة.. وعن طريق أي كلية أو جامعة يمكن الحصول على هذه الشهادات.. وبالتالي كونوا قائمة أخرى بالجامعات والكليات مرتبطة بالقائمة الأولى..
بعد ذلك أخذوا يبحثون عن متطلبات القبول في هذه الجامعات والكليات، من معدل دراسي وما إلى ذلك.. وسجلوا كل ذلك في قائمة ثالثة..
ثم عادوا إلى المنزل..
جلس حينها أبوهم معهم.. وناقشهم في كل ما قاموا به.. وهو يغذي حلمهم الكبير.. ثم قال لهم أن أول خطوة عليهم أن يقوموا بها الآن ليصلوا إلى ما يريدون هو أن يتفوقوا في دراستهم ليحصلوا على الدرجات المطلوبة التي ستؤهلهم للدخول في الجامعات المذكورة في القائمة..
ثم تركهم أبوهم مع كل هذه القوائم التي أعدوها سوية..
***
ترى كيف كانت نتيجة كل هذه الحكاية الطويلة؟
قال لي أبوهم أن ولديه، ومنذ ذلك اليوم، التفتا إلى دراستهما بشكل غير معهود.. أصبحا يوليان دراستهما وواجباتهما اهتماماً كبيراً.. وكل ما كان يفعله هو بين لحظة وأخرى أن يشجعهما ويذكرهما بحلمهما الكبير..
وبالفعل تفوقا في دراستهما، تم قبولهما على الفور في الجامعات التي يريدان، وبدءا حياتهما العملية في القطاعات التي اختاراها من ضمن تلك القائمة..
والآن، هما في أواسط العشرينات، أصبح أحدهما مديراً للفرع البريطاني لواحدة من سلاسل المطاعم المشهورة، وهو على وشك الزواج، والثاني يعمل في وظيفة مرموقة في واحدة من الشركات الكبرى في الشرق الأوسط..
***
بعد أن أنهى جاري قصته.. سألته..
وهل حققا ما يريدان الآن؟ هل بلغا هدفهما واقتنيا سيارة الفيراري التي يريدان؟
أجابني ضاحكاً، بأن الابن الأكبر اقتنى سيارة بورش بعد أن أصبح معجباً بها أكثر، أما الثاني فهو لا يزال معجباً بالفيراري وسيقتنيها قريباً..
***
ترى من منا يناقش مع أولاده مستقبلهم في هذا العمر المبكر؟!..
لا أقصد هنا أن نسألهم السؤال المعهود: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟.. ليجيب الطفل بجواب تم تلقينه إياه بأنه سيصبح مهندساً أو طبيباً..
بل أعني وضع أهداف واضحة لهم يعشقونها، ومن ثم رسم الطريق الذي سيصل بهم إلى هذه الأهداف، بداية من سنواتهم الأولى في الدراسة..
وأنا على يقين من أن التواصل مع أبنائنا بهذه الطريقة العملية، سيمنحهم مستقبلاً أفضل..
وأكثر روعة، ونجاحاً..
معضلة الشخص المعطاء والراكب المجاني
من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...
-
من المعروف وجود عوامل محددة وواضحة تؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المخرجات بشكل عام سواء كنا نتكلم عن شخص، أو مؤسسة، او اقتصاد دولة. ت...
-
نحن لا نتغير مشاعرنا تبقى ثابتة، مايتغير مع الزمن طاقة تحملنا والقدرة على المحاولة، قدرة الاستمرار على الكلام أو حتى على الصمت. تدور العلاقا...
-
من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...