يا فارج الهم و يا كاشف الغم فرج همي ويسر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من حيث لا أحتسب يا رب العالمين
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا
{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}[البقرة :269 ] العالم لا ينقصه الذكاء ولكن تنقصه الحكمة. د علي شراب
قصة جميلة .
كان الراكب بجانبي في الطائرة رجلاً كبيراً في السن، من بريطانيا.. عرف نفسه بأنه يعمل مستشاراً في واحدة من كبرى الشركات..
حينما عرفته بنفسي وأنني مهتم بالطفولة.. قال لي وهو يبتسم:
"سأخبرك إذن قصتي مع ولديّ"..
***
هذا الرجل لديه ابنان..
حينما كان ابناه في المرحلة الابتدائية العليا.. لاحظ عليهم قلة اهتمامهم بدروسهم..
فأخذ يوماً يتحدث معهما.. وكان يعرف شغفهما الشديد بالسيارات.. فسألهما عن السيارة التي يريدان اقتنائها عندما يكبران.. فهتف الاثنان سوية: "فيراري!"..
فقال لهما على الفور: "إذن ما رأيكما أن نذهب الآن ونشاهد السيارة الفيراري التي ستشتريانها؟"..
وطار الولدان من الفرحة.. وبالفعل أخذهما والدهما إلى معرض سيارات فيراري.. دخلوا المعرض.. واستقبلهم البائع.. وحين سأل الأب كيف يمكن أن يساعده أجابه الأب: "ولداي يريدان شراء سيارتي فيراري"..
قال لي الأب بأن الحظ ساعده يومها بأن البائع فهم الرسالة.. وتعامل بكل ود معهم.. فأخذ يعامل الولدان وكأنهما مشتريان حقيقيان.. قال لهما بأن يختارا السيارة التي يريدان.. وبالفعل اختار الولدان إحدى السيارات المعروضة.. وأخذا يتأملانها ويتلمسانها بكل شغف..
ثم عرض البائع عليهما أن يفتح السيارة وأن يجلسا فيها ويشاهداها من الداخل..
وكاد الولدان حينها أن يجنّا من الفرحة..
دخل الولدان سيارة الفيراري وهما لا يكادان يصدقان نفسيهما.. أخذا يتبادلان الجلوس خلف المقود ويمثلان وكأنهما يقودان السيارة..
كان يوماً لا ينسى..
ثم شكر الأب البائع.. وقبل أن يغادروا صالة الفيراري.. قال الأب لولديه: "لقد نسينا أن نسأل عن قيمة هذه السيارة"؟.. والتفتوا إلى البائع وسألوه عن السعر.. وسأله أيضاً عن قيمة القسط الشهري لو أرادوا شراء السيارة بالأقساط.. ثم طلب الأب من ولديه أن يسجلا هذه المعلومات على ورقة ويحتفظا بها..
**
حينما عادوا إلى المنزل.. كان الولدان يتحدثان طول الوقت عن السيارة التي شاهداها.. كانا مفعمين بالإثارة.. جلس حينها الأب معهما وبدأ في الحديث.. قال لهما أن هذه السيارة غالية الثمن.. وأنه إذا أرادا الحصول عليها أن يكونا في وظيفة مرموقة حينما يكبران، تدر عليهما دخلاً جيداً.. حتى يتمكنا من دفع القسط الشهري المرتفع..
وبحسبة بسيطة معهما حددوا سوية كم يجب أن يكون الراتب الشهري لمن يريد أن يشتري سيارة الفيراري..
***
في اليوم التالي.. اتجه الأب مع ولديه إلى المكتبة العامة..
هناك استعرضوا التقارير السنوية عن معدل دخل مختلف الوظائف في بريطانيا.. وقاموا بإلغاء كل وظيفة يقل دخلها عن الدخل الذي حددوه بالأمس لشراء سيارة أحلامهم.. وفي النهاية توصلوا إلى عدد قليل من الوظائف.. أوضح لهم الأب أن الحصول على إحدى هذه الوظائف سيضمن لهما الوصول لهدفهما..
ثم، وعن طريق المعلومات المتوفرة في المكتبة.. حددوا سوية كيف يمكن لأي شخص أن يصل إلى واحدة من هذه الوظائف، ما هي الشهادات المطلوبة.. وعن طريق أي كلية أو جامعة يمكن الحصول على هذه الشهادات.. وبالتالي كونوا قائمة أخرى بالجامعات والكليات مرتبطة بالقائمة الأولى..
بعد ذلك أخذوا يبحثون عن متطلبات القبول في هذه الجامعات والكليات، من معدل دراسي وما إلى ذلك.. وسجلوا كل ذلك في قائمة ثالثة..
ثم عادوا إلى المنزل..
جلس حينها أبوهم معهم.. وناقشهم في كل ما قاموا به.. وهو يغذي حلمهم الكبير.. ثم قال لهم أن أول خطوة عليهم أن يقوموا بها الآن ليصلوا إلى ما يريدون هو أن يتفوقوا في دراستهم ليحصلوا على الدرجات المطلوبة التي ستؤهلهم للدخول في الجامعات المذكورة في القائمة..
ثم تركهم أبوهم مع كل هذه القوائم التي أعدوها سوية..
***
ترى كيف كانت نتيجة كل هذه الحكاية الطويلة؟
قال لي أبوهم أن ولديه، ومنذ ذلك اليوم، التفتا إلى دراستهما بشكل غير معهود.. أصبحا يوليان دراستهما وواجباتهما اهتماماً كبيراً.. وكل ما كان يفعله هو بين لحظة وأخرى أن يشجعهما ويذكرهما بحلمهما الكبير..
وبالفعل تفوقا في دراستهما، تم قبولهما على الفور في الجامعات التي يريدان، وبدءا حياتهما العملية في القطاعات التي اختاراها من ضمن تلك القائمة..
والآن، هما في أواسط العشرينات، أصبح أحدهما مديراً للفرع البريطاني لواحدة من سلاسل المطاعم المشهورة، وهو على وشك الزواج، والثاني يعمل في وظيفة مرموقة في واحدة من الشركات الكبرى في الشرق الأوسط..
***
بعد أن أنهى جاري قصته.. سألته..
وهل حققا ما يريدان الآن؟ هل بلغا هدفهما واقتنيا سيارة الفيراري التي يريدان؟
أجابني ضاحكاً، بأن الابن الأكبر اقتنى سيارة بورش بعد أن أصبح معجباً بها أكثر، أما الثاني فهو لا يزال معجباً بالفيراري وسيقتنيها قريباً..
***
ترى من منا يناقش مع أولاده مستقبلهم في هذا العمر المبكر؟!..
لا أقصد هنا أن نسألهم السؤال المعهود: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟.. ليجيب الطفل بجواب تم تلقينه إياه بأنه سيصبح مهندساً أو طبيباً..
بل أعني وضع أهداف واضحة لهم يعشقونها، ومن ثم رسم الطريق الذي سيصل بهم إلى هذه الأهداف، بداية من سنواتهم الأولى في الدراسة..
وأنا على يقين من أن التواصل مع أبنائنا بهذه الطريقة العملية، سيمنحهم مستقبلاً أفضل..
وأكثر روعة، ونجاحاً..
غزوة بدر الكبرى
تاريخ وقوعها/ يوم الجمعة السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة.
سببها /طلب عير لقريش قادمة من الشام فيها أموال عظيمة لقريش
يقودها أبو سفيان ومعه ثلاثة وأربعون شخصا لحماية هذه القافلة
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم •/ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا مبادرا القافلة
ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا معهم سبعون بعيرا وفرسان.
• لما خرج من المدينة علم بخروج قريش لحماية القافلة، فاستشار الصحابة رضي الله عنهم.
• بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته بالنصر والغنيمة.
• سار الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر.
• جمعهم الله عز وجل في بدر مع عدوهم من غير ميعاد.
موقف عير قريش •/ علم أبو سفيان بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم مريدا العير التي معه.
• استأجر رجلا لينذر قريشا ويحضهم على إدراك أموالهم.
• غير طريق القافلة فاستطاع النجاة بها.
• أرسل إلى قريش يخبرهم بنجاته ويأمرهم بالرجوع إلى مكة.
موقف قريش •/ خرجوا مسرعين، واستنفروا ما حولهم من القبائل.
• خرجت كل قبائل قريش ما عدا بني عدي.
• خرجوا من ديارهم كما قال تعالى:{ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال 47]
• اقبلوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:بِحَدّهِمْ وَحَدِيدِهِمْ تُحَادّ الله وَتُحَادّ رَسُولَه.
• خافوا من بني كنانة لما بينهم من الثأر فتبدى لهم الشيطان في صورة سراقة بن مالك وقال: إني جار لكم.
• هموا بالرجوع لما علموا بنجاة العير لكن ردهم أبو جهل فساقهم إلى مصارعهم، إلا ما كان من بني زهرة فإنهم رجعوا كلهم.
• وصلوا إلى بدر فالتقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين.
سير المعركة •/ أخبر الله عز وجل بمنازلهم فقال:{إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة الأنفال 42]
• نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بدرا قبل قريش فبنوا لهم حياضا وملئت بالمياه.
• بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وسعدا والزبير يلتمسون الأخبار فجاءوا بعبدين لقريش فاخبرا النبي صلى الله عليه وسلم بعدد قريش.
• أنزل الله عز وجل تلك الليلة مطرا على الفريقين:
فكان على المؤمنين سكينة طهر به القلوب وأذهب رجز الشيطان وربط به على القلوب وثبت به الأقدام.
وكان على الكافرين وابلا شديدا منعهم من التقدم.
• رتب النبي صلى الله عليه وسلم صحابته للقتال فصفهم صفوفا، وأمرهم أن لا يقاتلوا حتى يأمرهم بذلك.
• أمر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته باستخدام النبال إذا اقترب العدو منهم حتى لا تضيع عليهم نبالهم.
• بنى الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشا يشرف منه على سير المعركة.
• مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش يدعوا ربه ويتضرع إليه {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال 9]
• وقع الاختلاف في صفوف الكفار حيث حاول بعضهم تجنب القتال لكن افشل أبو جهل تلك المحاولة.
بدأت المعركة بالمبارزة
• زحف الفريقان بعضهم إلى بعض{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الاُمُورُ} [الأنفال 44]
• بعض صور القتال.
• نصر الله جنده فأنزل سكينته عليهم فغشيهم النعاس، وقاتلت معهم الملائكة
نتيجة المعركة •/ قتل من المشركين سبعون وأسر سبعون.
• استشهد من المسلمين أربعة عشر شهيدا.
الفقه المستفاد من هذه الغزوة /1. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته لصحابته حيث كان يتعاقب معهم ركوب البعير.
2. جواز التجسس على الأعداء؛ حيث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين يتحسسان له عن أخبار العير، وخرج كذلك هو بنفسه يلتمس الأخبار.
3. المشاورة.
4. الحرص على معرفة قوات العدو.
5. اختيار المكان المناسب للمعركة
6. وضع الخطة المناسبة للمعركة حيث أمر بالصفوف وبين لهم وقت استخدام النبال.
7. دعاء الله عز وجل والتضرع إليه والإلحاح في الدعاء.
8. الطاعة للقائد وعدم الاختلاف من أهم أسباب النصر{وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال 46]
9. مباشرة القائد للقتال بنفسه من عوامل النصر حيث يقتدي به اتباعه؛ قال علي رضي الله عنه: لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْساً. رواه الإمام أحمد.
• 10. حكم أسرى الكفار أنه يخير الإمام فيهم بين:
القتل فقتل النبي صلى الله عليه وسلم النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط
المن بفداء.
المن بدون فداء. « لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِىٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِى فِى هَؤُلاَءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ » . رواه البخاري
• . الإحسان إلى القتلى؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: « اسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا ».
• 12. الله عز وجل يجعل الأمور في الغالب تجري وفق السنن الكونية؛ إذ لو شاء لأهلك قريشا بملك من الملائكة، لكن قضى وحكم أن يكون الأمر جاريا على السنة الكونية الطبيعية ليكون:
أشفى للمؤمنين.وأذهب لغيظ قلوبهم.
وحتى لا يتكلوا على هذه الإرادة بل يأخذوا بالأسباب الطبيعية التي هيأها الله عز وجل لعباده.
• 13. يوم بدر هو يوم الفرقان؛ التقى فيه الأقارب فحارب بعضهم بعضا لأن العقيدة فرقت بين الحق والباطل فالرابط الذي يربط المسلمين بعضهم ببعض هو رابط العقيدة.
سأل موسى ربه فقال :
يـــارب ... كيف تعامل من عصاك ؟
فقال يـــــــــــا موسى : ...
من عصانى .. أمهلتــه
فإن فعل ذنبا .. سترتـــه
فإن رجع إلىَ .. قبلتـــــه
فإن عاد الى الذنب .. انتظرتــه
فان تــــــــــــاب .. غـــــــــفرت له و أحببتــــه
وإلا خـــــذلته .. وإلى نفسه وكـــــــــلته كى لا يكون لعبدى حجـــــــــة
ومــــــا أنـــــــا بظـــــــــــلام للعبـــــــــــــيد
سبحان الله
كم من البركات التي أصابت موسى بعد هذا الدعاء الذي كله إفتقار :
" رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير "
زواج ثم رزق ثم نبوة ..
مصدر
د. عمر المقبل
من أحسن تسديد السهم أصاب الهدف ، وإفشاء السلام سهم يصيب سويداء القلب فيقع فريسة بين يدي من أفشى السلام ، لكن هذا يحتاج إلى حسن التسديد ،
وحسن إفشاء السلام يكون ببسط الوجه والبشاشة وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف.
وأول خطوة إلى قلب كل إنسان أن تلقي عليه السلام ، تلقيه على من تعرف ومن لا تعرف ؛ لأن دعوة الإسلام عامة ، وأنت تريد الناس ، وليست العبرة أن تلقي السلام كما أعتاده الناس بلاشعور ولا تأثير ، وإنما يجب أن نلقي التحية ونحن نستشعر مدلولها وأهميتها حتى تعطي التأثير المطلوب، ثم نتبعها بالتبسم والنظرة المعبرة العميقة.
المصدر : منقول .
من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...