{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}[البقرة :269 ] العالم لا ينقصه الذكاء ولكن تنقصه الحكمة. د علي شراب
السبت، 2 أغسطس 2014
فرصه عادلة
الثلاثاء، 1 يوليو 2014
Instagram
قبل سنتين انتشر كاريكاتير يظهر صورة الأم توقف الأسرة عن تناول الطعام حتى تصور السفرة باحترافية للانستقرام.. ضحكنا يومها.. ثم أصبحت قديمة و.. بايخة.. لأنها معتادة جداً وهي مشهد نراه باستمرار.. بل نمارسه أحياناً عفويا.. توقعنا أن تخف الظاهرة أو تنتهي.. لكنها للأسف تطورت.. وتطورت.. بدأ الناس بشراء الأطقم والصحون والتحف والكيك الفاخر فقط ليصوروا وينشروها في الانستقرام..
ثم تطور الهوس لمرحلة أن تغلف بعض الفتيات الهدايا وتضع إهداء لنفسها.. لتكتب تحته تعليقا.. "واوو شكرا روري على الهدية مرة نايس" - حيث روري شخصية مجهولة تدعي صاحبة الحساب أنها صديقتها التي تغدق عليها بالهدايا ( وهذه القصة ليست من نسج الخيال بل اعترفت لي بها إحدى الفتيات طلباً لحل مشكلتها مع سؤال أقاربها وزميلاتها عن هذه الروري.. )
وتطور حتى وصل لحساب يبيع الأكياس الورقية للماركات لمن يريد أن يضعها في صوره ليوهم الناس أنه اشترى..!!
إن ما يحصل في انستقرام.. ليس ناتجا عنه كوسيلة إعلام اجتماعي صوري..
فهو مجرد وسيلة.. كان بالإمكان استخدامها في أمور لطيفة ومفيدة.. كتصوير بساطة الحياة.. وجمالياتها العفوية والطبيعية.. ضحكة طفل.. غروب شمس.. مبنى تراثي جميل.. تصوير طبيعة الحياة في مدينة.. نقل تراث.. عمل فني..
أو لنقد أخطاء.. ومناقشتها..
لكنه تحول لدينا فجأة.. إلى فضاء عام تم استغلاله بقوة لإظهار الترف والرفاهية والسعادة..
أصبح كقاعة أو معرض نبرز فيها ذواتنا..
للأسف.. استغل الناس وبالذات النساء انستقرام كفضاء عام يتنافسن فيه ويحاولن صنع "قيمة" لأنفسهن بالشيء الوحيد الذي يمتلكنه.. .. المادة.. مال.. سفر.. قصور.. مطاعم فاخرة.. مقتنيات ثمينة.. مظهر ( ويستبدل بمظهر طفلة أحياناً .. )
فانتشرت حسابات.. لا هم لها سوى إظهار نفسها كأيقونة للرفاهية والترف السعادة..
سواء أكانت هذه الرفاهية حقيقية أم مصطنعة..
كل ما تدور في فلكه هذه الحسابات.. هو.. الجمال.. الرفاهية.. الترف.. الكمال!
تصور المنازل بالأثاث الفاخر.. الأطفال الكاملي الجمال.. الهدايا الثمينة.. رحلات السفر الخيالية.. الصحون الغريبة..
وانجذب الناس كالمغناطيس لهذه الحسابات..
لم يكن أحد يشعر.. أن هذا.. هو مرض.. الاستهلاكية.. ينتشر بالتدريج كعدوى قاتلة..
وهو لا يصيب إلا أولئك الفارغين.. لذين ليس لديهم ما يتميزون به سوى مايملكونه من مادة.. فقط..
ليس هناك فكر.. ولا ثقافة.. ولا أهداف.. ولا هوية..
المصحف تضعه فقط قرب المسباح والمبخرة الفاخرة لصورة احترافية في يوم الجمعة أو رمضان..
الكتاب أصبح مجرد ديكور تضعه الفتاة قرب الوردة وكوب اللاتيه.. ليظهرها بمظهر المثقفة..
هذه الاستهلاكية المقيتة.. التي جعلت الناس يتنافسون بشدة على الشراء والشراء.. كمخلوقات مبرمجة لنشتري.. نشتري.. لنتنافس.. من الأفضل؟ من يملك مادة أكثر..؟أثاث.. صحون.. ملابس.. حقائب.. سيارات.. سفر.. مطاعم.. هدايا..
هي أحد أذرع الفكر الرأسمالي المتوحش.. الذي يرى أن الإنسان مجرد آلة.. فرد.. يجب أن يعيش ليعمل ويستهلك ويتلذذ فقط..
لا مجال لديه للتفكير.. للدين.. للقيم.. للأهداف.. للثقافة..
الأهم هو أن يستهلك..
الفكر الرأسمالي يبرمج عقول الناس.. على أن سعادتهم في الشراء فقط.. وقيمتهم في الشراء.. وهدفهم في الحياة هو الشراء.. بدون أن تشتري وتمتلك أكثر وأغلى.. أنت لا شيء..
الرأسمالية الأمريكية.. تحاول وبقوة أن تبرمجنا على هذه الرسالة.. عبر الإعلانات.. الأفلام.. المسلسلات..
ترسم لنا دائماً صورة البطل السعيد الغني.. حتى في أفلام االكرتون.. البطلة أميرة تملك كل شيء.. القصر والملابس والأحذية والأطعمة.. السعادة المطلقة..
الإعلانات توصل هذه الرسالة أيضاً: مجوهرات كارتييه هي قيمتك.. ساعة الروليكس بالألماس هي تميزك.. قلادة تيفاني هي رمز الحب.. هنا السعادة يا نساء!!
نسمع عبارات مثل.. دللي نفسك.. رفهي نفسك.. أنتِ تستحقين..
هذا صوت مزمار السحر.. الذي يخدر العقول..
نعم.. يخدر الشعوب والأمم ويمنعها من أن تصحو لتفكر بمصالحها الحقيقية..
من الذي يستفيد من استهلاكنا المحموم؟ إلى أين تذهب هذه الأموال؟
إلى الشركات العملاقة التي تمتص جيوبنا من جهة.. ثم ترسل لنا المزيد من الرسائل الساحرة من جهات أخرى..
ونبقى نحن ندور داخل فلك الاستهلاك. نشتري.. ونعرض.. يرانا غيرنا.. ويغار.. ويقلد.. ويشتري..
ونراهم ونغار ونقلد.. وهكذا..
نتضايق.. ونشعر بأن حياتنا قد ملأتها القيود والرسميات..
نتعب.. ونتألم.. لكننا لا ننفك عن أن ندور.. كقطيع.. يدور وقد وضع الأغلال في يديه.. ويدور.. ويدور..
حتى تمضي بنا الحياة..
وننسى صوتاً ندياً.. يقول لنا..
ألهاكم التكاثر.. حتى زرتم المقابر..
منقول
ولا أعلم الكاتب
الثلاثاء، 24 يونيو 2014
السيلفي
الأربعاء، 24 يوليو 2013
في المساء
أن كثيراً من الكُتّاب كانوا يكتبون مساءً، ومعظم الولادات تحصل مساءً، وكل الأعراس تقريباً في بلادنا تُقام بالليل. ما أروع المساء كيف يفصل بين الأشياء التي نحبها حقاً وبين التي نظن بأننا نحبها. يبدو أننا في الصباح نقوم بالأشياء الضرورية، أما في المساء فإننا نمارس الأشياء الجميلة.
لا يوجد شيء مفيد في هذا المقال، أعلم، ولكن دعني أعوضك عن الدقائق التي أضعتَها في قراءته بدعوتك للتفكّر في الأشياء التي تفعلها قبل النوم، والأشخاص الذين تتذكرهم قبل النوم، ثم دوّنها في دفتر صغير واحرص على ألا تُفرّط بها أو بهم، لأنها ولأنهم من سيبقون لك بعد انقضاء سنوات العمر.
كل موظف يتقاعد، ولكن الكاتب، والرسّام، والعازف، والمبدع عموماً لا يتقاعد، بل كلما تقدم به السن صار أكثر قيمة. ابحث عن الإبداع في حياتك، وستعلم ما كان ينقصها حتى تكون جميلة، تصبحون على خير.
من مقال ( قبل النوم ) ياسر حارب
20-7-2013م
الاثنين، 10 يونيو 2013
سياسة المنع هل تجدي؟
سياسة المنع هل تجدي؟
بطبيعة حياتنا الاجتماعية نحن نرفض «التغيير والتجديد والجديد» وهذا ما نشهده غالبا في حياتنا اليومية، فمن أيام «الدش» و»جوال الكاميرا» و»العباية المخصرة» وغيرها، رفضنا كل ذلك وقتها بل وصلت لمرحلة «شن» حملة إعلامية وتجييش للكثير كل بطريقته وأسلوبه، ولكن ماذا حصل بعدها؟ حصل أن أصبحنا لا يوجد هاتف نقال بدون كاميرا وتجاوزنا ذلك بمراحل، وحتى من كان يرفضه هو الآن أول من يملكه ماذا عن «الدش»؟ هل يمكن القول تجاوزا أن كل بيت لديه «دش» ورسيفر؟ وإن لم يجده فمن خلال النت والمواقع والبث الحي من الأجهزة اللوحية الذكية؟ أما اللبس فلن ادخل بتفاصيله والجميع يشاهد. ماذا عن الكتاب والمنع؟ أصبح من خلال «النت» وبملفات «بي دي اف» يمكن لك أن تحمل أي كتاب أيا كان أو يصلك من خلال الإيميل برابط صغير لا يصل لنصف سطر. التسوق العالمي الآن مفتوح تستطيع أن تشتري من اليابان ثم تذهب لنيويورك ثم تعود إلى كوريا ومروراً بدبي وقد تنسى شيئاً وتذهب إلى المانيا وأن تحتسي قهوتك التي لم تبرد بعد. ما أريد قوله أن سياسة «المنع» عفا عليها الزمن وشرب فأنت تشتري لابنك أو ابنتك جهازاً «ذكياً» والذكي هنا ليس الجهاز بل من «صنعه» ومن «يستخدمه» ستجد بهذا الجهاز آلاف البرامج بل مئات الآلاف من البرامج منها السيئ والإيجابي وكل شيء ووفق معاييرك ما هو سيئ يراه آخر جيدا، وهكذا ولكن هل تستطيع منع «ابنك أو ابنتك» أن لا يدخلا أو يحملا هذا البرنامج أو ذاك؟ لا طبعاً. وقد لا تعرف من الأساس. فما الحل هل أمنع الجهاز الذكي عنه؟ هي كالسكين ممكن تقتطع بها «تفاحة» وقد «تقتل بها» إنساناً إذا الحل «بالتوعية» بالحوار، بالثقة، بالخطاب، بالنقاش، باحتواء الشباب من الجنسين، لماذا يذهبون لهذا البرنامج أو ذاك ولماذا يمارس هذا السلوك أو ذاك، هذا يعني وجود خلل يجب أن يملأ بشيء إيجابي لا يجب أن تمنع وتسكت بل أوجد البديل والخيار الآخر. الإغلاق والقمع الاجتماعي والنفسي ليسا حلاً ابداً فقد يأتي بأثر سلبي أكبر يجب أن نحول ما يمكن أن يستخدم سلباً إلى إيجابي، والتقنية متغيرة ومتطورة فلن تقف بمنع برنامج أو تطبيق أو خلافة، أرفعوا سقف التوعية والحوار والتوازن الاجتماعي فنحن للأسف نأتي متأخرين وأحيانا لا نأتي. يا هيئة الاتصالات منع «الفايبر» أو غيره مستقبلاً هل يعني حققتم «الفضيلة» في المجتمع وهي ليست مسؤوليتكم ولا يعني أنني أريد ترك كل شيء بلا توعية وفهم واحتواء ولكن غيروا دفة المنع إلى التوعية والفهم فهو الحل الحقيقي والأمثل. فأنتم كالذي يعد النجوم في ليل الأول من أغسطس بهذه السياسة للمنع والحجب.
بقلم / راشد بن محمد الفوزان
المصدر جريدة الرياض
9/6/2013
http://www.alriyadh.com/2013/06/09/article842347.html
السبت، 1 يونيو 2013
الراحة والأمل والرضا
مقال يبعث في النفس الراحة والأمل والرضا،،
لا أعلم من الرائع الذي كتبه:
في صلاة فجر أحد الأيام كنت أستمع لإمامنا وهو يقرأ بنا في الركعة الأولى من سورة الطلاق حتى بلغ قول الله تعالى:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
حينها وجدت خيالي يسبح في ظلال هذه الآية الكريمة..
يا ترى كم هي الأقدار التي تألمنا لها وقت نزولها وجرت لها دموعنا ورُفعت في طلبها أيدينا، ولكن ياترى هل كان لدينا نور هذه الآية:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة أو نزول نقمة، قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة: "منحة ربانية وعطية إلهية "
جولة في ظلال هذه الآية:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
تلك الأم التي فقدت بر أبنائها، وتألمت لعقوقهم، نقول لها:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
فلعل الله أن يهديهم ويشرح صدورهم ويأتي بهم لكي يكونوا بك بررة وخدام، فافتحي يا أمنا باب الأمل وحسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف.
هناك خلف القضبان يرقد علماء ودعاة وأحباب وأولياء..
والقلب يحزن والعين تدمع لحالهم، ولكن ومع ذلك نقول لهم:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
فلعل الله أن يمنحهم في خلوتهم
" حلاوة الأنس به ولذة الانقطاع إليه "
ولعل ما وجدوا خير مما فقدوا، وهذا ابن تيمية - رحمه الله - الذي دخل السجون يصرح بأنه وجد فيها من الأنس ما لو كان لديه ملء مكانه ذهباً لما وفى حق من تسببوا له بذلك..
في المستشفيات مرضى طال بهم المقام، وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان، فلكل واحد منهم نقول:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
فلعل الصبر رفع الدرجات في جنان الخلد، ولعل الرضا أوجب لك محبة الرحمن، ولعل الشفاء قد قرب وقته وحان موعده..
في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون وتكالب الأزمات المالية ، فرسالتي لراعي تلك الأسرة:
( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )
فعليك بالصبر والدعاء وملازمة التقوى، فلعل الفرج قريب وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى..
ونصوص القرآن تضمنت :
(( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ))
[ الشرح: 6 ]
و (( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ))
[ الطلاق: 7 ]
فالله الله في تربية النفس على الرضا بالأقدار، والنظر للحياة من زاوية الأمل، والاعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألواناً من السعادة والفرح والبهجة والأرزاق..
*من الآيات التي تُعطيكَ أملاً في غدٍ أفضل، قوله تعالى:
" لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً "
فاستبشروا خيرا..
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ...وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
منقول
الأحد، 21 أبريل 2013
لماذا لا نُحسن الفرح؟
لماذا لا نُحسن الفرح؟
تكتب شيئا مفرحاً في تويتر فيباغتك أحدهم بتغريدة عن الآخرة والموت، ولا يفتأ يذكّرك بالحساب والعقاب. تتابع مئات التغريدات يومياً فتجد أغلبها يدور حول الحروب والدماء والقتل.
والخلافات الطائفية والعرقية، والصراعات الطبقية في عالمنا العربي، مما يدفعك للتساؤل: أين اختفى الفرح؟ وهل حالتنا الاقتصادية اليوم أسوأ من أجدادنا الذين عاشوا في الخيام وبيوت العريش قبل ستين عاماً حتى نكون، على ما يبدو، أتعس منهم؟
كانت جدتي رحمها الله مريضة، ومنذ أن أدركتُ الدنيا لم أرها ترفل بصحة جيدة. إلا أنها لم تكن تكثر من الحديث عن المرض، بل كانت امرأة بشوشة سعيدة، وعندما أخذتها مرة إلى المستشفى لعلاج التهاب أصاب عينيها، قال لها الطبيب إنها أتت في الوقت المناسب؛ ولو أنها تأخرت فلربما فقدت القدرة على الإبصار. ابتسمَت وقالت لي: "لو تأخرتُ لكنتُ دخلتُ الجنة" وكانت تتحدث عن الأجر العظيم الذي خصصه الله تعالى لمن فقد بصره.
لم أدرك حينها من أين كانت تأتي بكل ذلك التفاؤل والإيمان، وعلى رغم أنها لم تكن متعلمة ولم تقرأ ستيفن كوفي أو أنتوني روبنز، فإنها لم تعان عقدا نفسية ولم تكن الكآبة قادرة على التمكن منها.
أتساءل الآن: لماذا لا نستطيع، ونحن المتعلمون والمسؤولون ورجال الدين والتجار والدارسون والمتميزون، أن نحسن الفرح؟ ولماذا يبحث الناس اليوم عن الصراعات ويستمتعون بمختلف أنواع الحروب؛ الكلامية والنفسية والجسدية! ولماذا صار الإنسان العربي المسلم أمير حرب في بيته وفي العمل وفي المسجد وفي الشارع؟
وضع أحدهم مقطوعة موسيقية على تويتر قبل أيام فانهالت عليه "النصائح" وفتاوى التحريم والتحذير من عذاب القبر وعقوبة صب الرصاص في أذنه! لماذا كل هذا التقريع والتعنيف من أجل مقطع موسيقي؟ الأمر بسيط: إن كنت ترى في الموسيقى حرمة فلا تسمعها، ولكن لا تفرض رأيك على الآخرين أو تُنصب نفسك مفتيا للديار الإسلامية.
ولا تستخدم حديث "الدين النصيحة" فللنصيحة شروط أولها ألا تكون في العلن، ووسائل التواصل الاجتماعي كلها علن. ثانيا، لا يجوز أن يقدم النصيحة إلا من يملك المؤهلات العلمية والخبرات الحياتية، وإلا صارت الحياة فوضى.
يُخطئ من يظن بأن البؤس "والتكشير" من صفات القادة والمُنجِزين؛ فمن الصعب أن تجد ناجحاً بائساً؟ لقد تفوّق الناجحون لأنهم سعداء، أو لأنهم آمنوا بالسعادة، ولم يصيروا سعداء لأنهم نجحوا.
تعلمتُ في دورات الخطابة التي كنت أحضرها في جمعية (توست ماستر) أن أبدأ أي كلمة ألقيها بنكتة، أو بتعليق طريف، حتى يسهل على الناس تقبّل ما سأقوله لاحقاً. ولا أدري لماذا نبدو، في عالمنا العربي، جادّين حدّ القتامة في خطاباتنا الرسمية وفي حواراتنا العامة. لماذا اختفت البهجة من حياتنا؟
ولماذا تضيق علينا المُدن رغم رفاهيتها حتى تكاد تخنقنا؟ هل لأننا لا نُحسن الفرح ونبحث عمّا ينغّص علينا أوقاتنا، دون أن ندري؟ كأن نقوم من على طاولة الطعام، وسط الأهل والأصدقاء، لنُجري اتصالاً هاتفياً نتعلل بأنه ضروري.
علينا أن نكفّ عن البحث عن الأفضل ونبدأ بتقبّل الأنسب. لا يعني هذا ألا نُكافح من أجل سعادتنا، ولكنه يعني ألا نستميت في سبيل الحصول عليها؛ فالسعادة حالة نعيشها وليست ظرفاً نمر به. وإن من تعاسة الإنسان أن يقولب سعادته في بضاعة تُشترى وتباع، ومن يفعل ذلك يصير فرحه قصيراً، ناقصاً، ومملاً جداً. ومن تعاسته أيضاً ألا يرى السعادة إلا في الآخرة، متجاهلاً قوله تعالى: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة."
يقول تشارل ديغول: "السعداء أغبياء" ويعتقد كثيرون، مثله، بأن السعداء المنبسطون سُذّج وسطحيون. ويبدو أنهم نسوا بأن السعداء لا يُشاركون في الحروب، ولا يسيئون إلى الآخرين، ولا يحطمون حُلماً، ولا يغتالون فرحة.
لم أكن مؤمنا بأن السعادة تنبع من الداخل، كما يقول الكُتّاب والروائيون، ولكن عندما رأيت الفقراء المعدمون، والمرضى المتألمون، قادرون على الضحك كلما سمعوا نكتة، ويستطيعون أن يحلموا بغد أفضل، أدركتُ بأن السعادة والفرح من صنع الإنسان وليست هبات تُمنح له. يصبح المرء تعيسا عندما تخلو حياته من شغف، فلا يملك حينها إلا المتاجرة بالحزن والقلق وإحباط الآخرين. وإذا كان السعداء أغبياء حقاً؛ فإنني أُفضّل أن أعيش حياتي سعيداً غبياً، على أن أقضِها تعِساً ذكياً.
منقول
ياسر حارب
المصدر
معضلة الشخص المعطاء والراكب المجاني
من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...
-
من المعروف وجود عوامل محددة وواضحة تؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المخرجات بشكل عام سواء كنا نتكلم عن شخص، أو مؤسسة، او اقتصاد دولة. ت...
-
نحن لا نتغير مشاعرنا تبقى ثابتة، مايتغير مع الزمن طاقة تحملنا والقدرة على المحاولة، قدرة الاستمرار على الكلام أو حتى على الصمت. تدور العلاقا...
-
من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...