{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}[البقرة :269 ] العالم لا ينقصه الذكاء ولكن تنقصه الحكمة. د علي شراب
الأحد، 21 أغسطس 2011
الأربعاء، 17 أغسطس 2011
غزوة البدر الكبرى
غزوة بدر الكبرى
تاريخ وقوعها/ يوم الجمعة السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة.
سببها /طلب عير لقريش قادمة من الشام فيها أموال عظيمة لقريش
يقودها أبو سفيان ومعه ثلاثة وأربعون شخصا لحماية هذه القافلة
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم •/ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا مبادرا القافلة
ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا معهم سبعون بعيرا وفرسان.
• لما خرج من المدينة علم بخروج قريش لحماية القافلة، فاستشار الصحابة رضي الله عنهم.
• بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته بالنصر والغنيمة.
• سار الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر.
• جمعهم الله عز وجل في بدر مع عدوهم من غير ميعاد.
موقف عير قريش •/ علم أبو سفيان بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم مريدا العير التي معه.
• استأجر رجلا لينذر قريشا ويحضهم على إدراك أموالهم.
• غير طريق القافلة فاستطاع النجاة بها.
• أرسل إلى قريش يخبرهم بنجاته ويأمرهم بالرجوع إلى مكة.
موقف قريش •/ خرجوا مسرعين، واستنفروا ما حولهم من القبائل.
• خرجت كل قبائل قريش ما عدا بني عدي.
• خرجوا من ديارهم كما قال تعالى:{ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال 47]
• اقبلوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:بِحَدّهِمْ وَحَدِيدِهِمْ تُحَادّ الله وَتُحَادّ رَسُولَه.
• خافوا من بني كنانة لما بينهم من الثأر فتبدى لهم الشيطان في صورة سراقة بن مالك وقال: إني جار لكم.
• هموا بالرجوع لما علموا بنجاة العير لكن ردهم أبو جهل فساقهم إلى مصارعهم، إلا ما كان من بني زهرة فإنهم رجعوا كلهم.
• وصلوا إلى بدر فالتقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين.
سير المعركة •/ أخبر الله عز وجل بمنازلهم فقال:{إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة الأنفال 42]
• نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بدرا قبل قريش فبنوا لهم حياضا وملئت بالمياه.
• بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وسعدا والزبير يلتمسون الأخبار فجاءوا بعبدين لقريش فاخبرا النبي صلى الله عليه وسلم بعدد قريش.
• أنزل الله عز وجل تلك الليلة مطرا على الفريقين:
فكان على المؤمنين سكينة طهر به القلوب وأذهب رجز الشيطان وربط به على القلوب وثبت به الأقدام.
وكان على الكافرين وابلا شديدا منعهم من التقدم.
• رتب النبي صلى الله عليه وسلم صحابته للقتال فصفهم صفوفا، وأمرهم أن لا يقاتلوا حتى يأمرهم بذلك.
• أمر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته باستخدام النبال إذا اقترب العدو منهم حتى لا تضيع عليهم نبالهم.
• بنى الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشا يشرف منه على سير المعركة.
• مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش يدعوا ربه ويتضرع إليه {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال 9]
• وقع الاختلاف في صفوف الكفار حيث حاول بعضهم تجنب القتال لكن افشل أبو جهل تلك المحاولة.
بدأت المعركة بالمبارزة
• زحف الفريقان بعضهم إلى بعض{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الاُمُورُ} [الأنفال 44]
• بعض صور القتال.
• نصر الله جنده فأنزل سكينته عليهم فغشيهم النعاس، وقاتلت معهم الملائكة
نتيجة المعركة •/ قتل من المشركين سبعون وأسر سبعون.
• استشهد من المسلمين أربعة عشر شهيدا.
الفقه المستفاد من هذه الغزوة /1. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته لصحابته حيث كان يتعاقب معهم ركوب البعير.
2. جواز التجسس على الأعداء؛ حيث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين يتحسسان له عن أخبار العير، وخرج كذلك هو بنفسه يلتمس الأخبار.
3. المشاورة.
4. الحرص على معرفة قوات العدو.
5. اختيار المكان المناسب للمعركة
6. وضع الخطة المناسبة للمعركة حيث أمر بالصفوف وبين لهم وقت استخدام النبال.
7. دعاء الله عز وجل والتضرع إليه والإلحاح في الدعاء.
8. الطاعة للقائد وعدم الاختلاف من أهم أسباب النصر{وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال 46]
9. مباشرة القائد للقتال بنفسه من عوامل النصر حيث يقتدي به اتباعه؛ قال علي رضي الله عنه: لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْساً. رواه الإمام أحمد.
• 10. حكم أسرى الكفار أنه يخير الإمام فيهم بين:
القتل فقتل النبي صلى الله عليه وسلم النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط
المن بفداء.
المن بدون فداء. « لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِىٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِى فِى هَؤُلاَءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ » . رواه البخاري
• . الإحسان إلى القتلى؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: « اسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا ».
• 12. الله عز وجل يجعل الأمور في الغالب تجري وفق السنن الكونية؛ إذ لو شاء لأهلك قريشا بملك من الملائكة، لكن قضى وحكم أن يكون الأمر جاريا على السنة الكونية الطبيعية ليكون:
أشفى للمؤمنين.وأذهب لغيظ قلوبهم.
وحتى لا يتكلوا على هذه الإرادة بل يأخذوا بالأسباب الطبيعية التي هيأها الله عز وجل لعباده.
• 13. يوم بدر هو يوم الفرقان؛ التقى فيه الأقارب فحارب بعضهم بعضا لأن العقيدة فرقت بين الحق والباطل فالرابط الذي يربط المسلمين بعضهم ببعض هو رابط العقيدة.
يـــارب ... كيف تعامل من عصاك ؟
سأل موسى ربه فقال :
يـــارب ... كيف تعامل من عصاك ؟
فقال يـــــــــــا موسى : ...
من عصانى .. أمهلتــه
فإن فعل ذنبا .. سترتـــه
فإن رجع إلىَ .. قبلتـــــه
فإن عاد الى الذنب .. انتظرتــه
فان تــــــــــــاب .. غـــــــــفرت له و أحببتــــه
وإلا خـــــذلته .. وإلى نفسه وكـــــــــلته كى لا يكون لعبدى حجـــــــــة
ومــــــا أنـــــــا بظـــــــــــلام للعبـــــــــــــيد
سبحان الله
الثلاثاء، 16 أغسطس 2011
دعاء
كم من البركات التي أصابت موسى بعد هذا الدعاء الذي كله إفتقار :
" رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير "
زواج ثم رزق ثم نبوة ..
مصدر
د. عمر المقبل
الاثنين، 15 أغسطس 2011
من أحسن تسديد السهم أصاب الهدف
من أحسن تسديد السهم أصاب الهدف ، وإفشاء السلام سهم يصيب سويداء القلب فيقع فريسة بين يدي من أفشى السلام ، لكن هذا يحتاج إلى حسن التسديد ،
وحسن إفشاء السلام يكون ببسط الوجه والبشاشة وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف.
وأول خطوة إلى قلب كل إنسان أن تلقي عليه السلام ، تلقيه على من تعرف ومن لا تعرف ؛ لأن دعوة الإسلام عامة ، وأنت تريد الناس ، وليست العبرة أن تلقي السلام كما أعتاده الناس بلاشعور ولا تأثير ، وإنما يجب أن نلقي التحية ونحن نستشعر مدلولها وأهميتها حتى تعطي التأثير المطلوب، ثم نتبعها بالتبسم والنظرة المعبرة العميقة.
المصدر : منقول .
الأحد، 14 أغسطس 2011
مخاطر الشقيري .... صحيفة البلاد
مخاطر الشقيري
ظهرت خلال الأيام الماضية ومنذ دخول الشهر الفضيل أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات عدد من الأصوات التي تطالب بمقاطعة برنامج "خواطر" ومقدمه أحمد الشقيري مرجعة ذلك بسبب نقده اللاذع لبلاد المسلمين وتصويرها كما لو كانت دولا متخلفة ينخرها الكسل وعدم القدرة على مجارات الدول المتقدمة في مناحي الحياة المختلفة الاجتماعية منها والتنظيمية والحياتية،
وهي اتهامات يهدف المؤيدون لها أنها ستؤدي لردع الشقيري وإيقافه عن التمادي في تصوير بلاد المسلمين وكأنها أرض لا خير فيها ولا في أبنائها الذين اشتهروا بقيامهم بالأعمال الخيرية دون أن يسعوا للشهرة وللسمعة وتحقيق المكاسب الشخصية وهي مميزات يتهم الشقيري من قبل معارضيه أنه يسعى لتحقيها لنفسه.
برنامج خواطر للقلة ممن لا يعرفونه هو برنامج تبثه قناة الأم بي سي كل يوم قبيل آذان المغرب بتوقيت الرياض يتناول فيه وللسنة السابعة علي التوالي مواضيع اجتماعية برؤية إسلامية معاصرة تكشف التناقض الذي تعيشه بعض بلاد المسلمين مع ما تدعيه من قيم وذلك بمقارنتها ببعض الدول الغربية والعربية والتي تطبق أسسا ومفاهيم هي أقرب للإسلام مما تعيشه دول تدعي تطبيقه.
لا أعرف أحمد الشقيري شخصيا ولم ألتقيه قط، كما أني لست من المتابعين الوفيين اليوميين لبرنامجه كما هو الحال لشريحة عريضة من شباب وشابات بلادنا الحبيبة وأبناء البلاد العربية المجاورة والذين أصبح الشقيري لهم (ستار) إسلامي بكل ما تحمله الكلمة من المواصفات تسويقية وترويجية مرافقة وبكل ما تعنيه الكلمة من إيمان مريديه ومشجعيه بكل ما يدعو له في برنامجه الذي أصبح وفق المراقبين من أنجح البرامج الجادة من الناحية التجارية والجماهيرية نظرا للمنطق الذي يستخدمه الشقيري في تناوله للمواضيع والتي تعتمد علي المقارانات وإيصال المعلومه دون تقعير لغوي مستخدما وسيلة الترغيب أساس في الدعوة بهدف الإرتقاء بالإنسان للمستويات الحضارية التي كان الإسلام أول من دعي لها.
الملاحظ أن التناول الناقد للشقيري وبرنامجه يركز أساسا على أمور شخصية تمس الشقيري ذاته دون النظر لبرنامجه ومدى قدرته على التأثير بالشباب والذين في تقديري هم الجمهور المستهدف، حيث تتركز تلك الانتقادات والتي أرى جلها سطحية حول طريقة ملبسه وكونه "صدّق نفسه" بأنه أصبح نجما دعويا تلفزيونيا وأنه استخدم الرفاهية في الدعوة من خلال التنقل حول العالم على حساب غيره لإنتاج البرنامج،
وأن دسه السم في العسل له مخاطر كبيرة على المجتمع وهي تهم نسمعها كثيرا عند وجود خلاف بين طرفين لسهولة إطلاقها على العموم إلا أن إثباتها والاتفاق حولها بين الجميع يكون دائما الأمر الأصعب.لست هنا في موقع المدافع عن الرجل وبرنامجه بقدر ما أنا مراقب للمشهد الإعلامي ومهتم بمحاولة فهم الأسباب التي تدعو لمثل هذه الدعوات خصوصا عندما يتعلق الموضوع ببرنامج من الواضح كما يقول الكثيرون أنه يفيد أكثر مما يدعيه البعض من أنه يفسد،
و أنه يحقق بنجاح المصلحة على الأمد الطويل بمقابل إستراتيجيات الغير التي تستخدم تكتيكات الترهيب التي ربما لا تحقق إلا نتائج إيجابية على المدى القصير.عندما تحدث الشقيري في إحدى حلقات خواطر هذا العام عن موضوع القضاء،
صور وبشكل واضح كيف تدار العملية القضائية في كل من دولة أوروبية غير إسلامية مثل النرويج وفي دولة إسلامية عربية مثل "دبي" بدولة الإمارات العربية المتحدة حيث كشف دون أن يقول صراحة وشخّص دون أن يغرق في الدراسات وبين دون أن ينمق في العبارات ما سبق أن دعت إليه دولتنا الرشيدة من أهمية إعادة هيكلة وتنظيم للقضاء في المملكة،
وهو العمل الذي سيصب في مصلحة المجتمع بعيدا عن الارتكاز على رأي الفرد القابل للخطأ ودون الحاجة لتطبيق أسس قانونية لا ترتبط بشريعتنا السمحاء والتي أوضح لنا البرنامج أن لها وجها حديثا طبق عدله الغريب والقريب.من المحزن القول بأننا كعرب ومسلمين ليس لدينا مشكلة في الغالب في تقبل فكرة أن يتغلب علينا الغربي بتقدمه العلمي والعسكري والاجتماعي حتى أصبحت مقوله (في أوروبا والدول المتقدمة يحدث كذا وكذا)
في ديباجه تستخدم عند الحديث عن الفرق الشاسع بين ما نعيشه نحن العرب والمسلمين وبين ما تعيشه تلك الدول الغربية من تقدم، إلا أننا نصاب بحالة من "الأرتيكاريا" وتثور ثورة الثائرين عندما تكون المقارنة بإحدى الدول العربية الشقيقة رافضين الإعتراف بتقدم الشقيق وناقمين على كل من يدعي رجعيتنا مقابل تلك الدولة العربية أو تلك، وربما للمتابعين من الرياضيين
يتذكرون كيف كانت مثلا ردت فعل الشارع الرياضي المصري قبل أعوام عندما خسر منتخبهم وبنتيجة كبيرة من المنتخب السعودي في بطولة القارات وما تلى ذلك من الإتهامات للاعبين والإداريين المصريين بتلقي الرشوة وبالتخاذل الوطني وما إلى ذلك، في وقت لم يعترض أو يثور الشارع المصري ذاته عندما خسر نفس منتخبهم من المنتخب البرازيلي.
ربما من أهم الأسباب التي دعت لمثل هذه دعوة مقاطعة الشقيري هذه هي أن الشقيري تمكن كما قال أحدهم من أبتكار وبوعيه "رؤية للإسلام الجميل" وهي الرؤية التي يرى فيها المعترضون أنها من ممارسات مدارس إسلامية لا يخضع خطابها الدعوي لصوت خطاب مدرسة المعترضين ممن يفضلون طرقا أكثر كلاسيكية في النقد وفي الدعوة وفي الإرشاد،
وبالتالي يتضح بأن الإعتراض هنا إمتزج ما بين الإعتماد على الهجوم الشخصي من جهة ومحاولة إسكات منافس من جهة أخرى في ممارسة واضحة لإعتراضات تتجاوز بطبيعتها الهدف الأسمى من العمل الدعوي إلى الطريقة والوسيلة وتجاوب الجمهور وإرتفاع صوت التصفيق والتشجيع.
بالنسبة لي كمهتم بموضوع تأثير الخطاب الإعلامي في المجتمع يمكنني القول بأن أحمد الشقيري وبرنامجه خواطر تمكن من تقديم الدين الإسلامي الحنيف كعنصر حضاري في تقدم أي أمه وتمكن من ربط قيمه العظيمة بالسلوك الإنساني والإجتماعي من خلال المعاملة العادلة والصالحة والمتكافلة مع محيطها القريب والبعيد،
وهي الأسس التي بها تتحول المجتمعات كلها لمصاف الدول المتقدمه التي يمكنها أن تكون قدوة لباقي الأمم تماما كما كانت عندما طبق الإسلام بروح عصره والذي أنزله الله تعالى ليكون صالحا لكل زمان ومكان
المصدر : صحيفة البلاد الإلكترونية
الكاتب : ياسر الغسلان
التاريخ: 14 أغسطس 2011
أحمد الشقيري في ذمة الله... صحفية البيان
يخبرنا التاريخ بأن المنشطات التي تدفع بالأمم إلى الصعود على سلم الحضارة تتمثل في الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي القائم على الإنتاج المعرفي في مختلف علوم الحياة، والترويج الثقافي للأمة، كما حصل للرومان ومن ثم المسلمين ثم الأوروبيين وحديثاً الأمريكان واليابانيين والألمان.
ولعل أهم العوامل المشتركة بين الحضارات في التاريخ هي الإنتاج الصناعي والتصدير المعرفي، فلا يمكن لأمة أن تسود أو يكون لها موطئ قدم دون أن يحتاج العالم إلى منتجاتها وعلومها، حتى أن مدينة صغيرة مثل سنغافورة قد استطاعت أن تفرض احترامها على العالم لأنها تفوقت على دول أوروبا وأمريكا في علوم الرياضيات، وأصبح الطلبة الأستراليون والصينيون يدرسون في كلياتها مختلف التخصصات الهامة.
لقد استُخدِمُ الدين في الدول الغربية خلال عصور الظلام للسيطرة على الإنسان، ولمنح الحكومات شرعية سماوية تعلو فوق نقد البشر، إلا أنه كان الحافز المشجع لدى المسلمين، في نفس الفترة، ليكتشفوا العالم ويتعلموا وينتجوا، فارتبط الدين عند المسلمين بالعلم وليس بالممارسات فقط، وكان طلب العلم فيه فريضة يُقدسها المسلمون مثلما يقدسون الفرائض الأخرى كالصلاة والصيام، ولذلك استطاعوا أن يقدموا للعالم معارف إنسانية على مر ثمانمئة عام.
ومن الطبيعي أنه من يُشغل بالعلم ينشغل بتسخيره لتطوير الحياة (المادية) وليس العلمية فقط، ولذلك اخترع الحسن بن الهيثم (القُمْرة) أي الكاميرا، وأوجد جابر بن حيان علم الكيمياء، بل حتى الفقه كان يعد أحد العلوم التي لم تقتصر على الجانب الشرعي، حيث يقول ابن خلدون في مقدمته حول علم المواريث: «وهي صناعة حسابية في تصحيح السهام لذوي الفروض في الوراثات» أي أنه نقله من حوزة دارسي العلم الشرعي فقط إلى نطاق أهل الرياضيات والحساب أيضاً.
معظم العلماء والمخترعين المسلمين حفظوا القرآن، ودرسوا التفسير والفقه والحديث، ثم وظفوه لنقل المجتمع من بوتقة الممارسات اليومية إلى رحابة التنمية الإنسانية القائمة على البحث والتطوير، فلم يكن الفقهاء والدعاة منفصلين عن تطلعات الأمة الكبرى، ولم ينغلقوا على تكرار فتاوى أحكام العبادات وتبيان المناسك فقط.
إن المتتبع للبرامج الدينية (في رمضان وطوال العام) لا يكاد يجد مِن الدعاة والفقهاء على الشاشات ــ إلا ما ندر ــ من يتحدث عن مشروع نهضوي للأمة خارج نطاق الوعظ، وهو كلام مهم ولا شك، ولكن أين تقع أهميته على سلّم الأولويات الحضارية والاستراتيجية للأمة اليوم؟
شاهدتُ ضيفاً متميزاً في برنامج جميل أصر إلا أن يُفرد عدة حلقات في إحدى أهم القنوات العربية للحديث حول وجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها مع جواز كشفهما للضرورة، ثم قلبت القناة فرأيت على قناة National Geographic برنامجاً يتحدث عن مشاريع عملاقة في مجالات صهر الألمينيوم والتنقيب حتى ذهلتُ من شدة تعقيدات تلك المشاريع ودورها في دفع التنمية الإنسانية والعلمية، فتساءلتُ: هل حاجتنا للحديث عن القضايا الجدلية كالنقاب والاختلاط والأغاني وغيرها أولى مِن حديثنا عن كيفية صناعة جيل متعلم يستطيع أن يبني طائرة أو قطاراً؟
أولم يكن أولى بذلك الضيف الذي أعرف علمه وفضله أن يتحدث عن تجربته الرائعة في مجال تحفيز الشباب على القراءة في الفيسبوك؟ فالقضايا الجدلية ستظل كذلك حتى تقوم الساعة، ولذلك فليختر الناس ما يناسبهم ثم لنلتفت إلى تنمية مجتمعاتنا بدل الإغراق في تفصيل قضايا فرعية.
لقد هوجم الإعلامي أحمد الشقيري، الذي تميز هذا العام في برنامج خواطر بإعطاء حلول لبعض المشاكل التي يُعاني منها العالم العربي، واتُهِمَ بأنه يروّج لنفسه وبأن أسعار منتوجاته في مقهاه عالية مما يتعارض مع رسالته وتم التشكيك في مصداقية ذهاب ريع برنامجه إلى الأعمال الخيرية، إلا أنني كلما شاهدتُ حلقة له أيقنتُ بأن ما يقدمه أحمد أهم بكثير مما يقوله الآخرون على البرامج الدينية في رمضان.
ويكفي أنه يعطينا أمثلة على كيفية التغيير إلى الأفضل. إن غالبية من يلقون محاضرات دينية أو يقفون على المنابر اليوم لم يفعلوا شيئاً سوى قراءة بعض كتب التراث، وقلة منهم فقط من أخذت على عاتقها تعليم الناس شيئاً جديداً لم يسمعوه مذ أن كانوا طلبة في المدرسة.
ما أسهل أن يُعد أحدنا خطبة جمعة أو مقابلة تلفزيونية من كُتُبِ السِيَر، وهي كتب عظيمة وجليلة بلا شك، ولكن خدمة الدين لا تكون بالوعظ فقط، بل بتعليم الناس كيف يبنون مجتمعات حضارية، وبتعليمهم كيف ينشئون نظاماً تعليمياً عالمياً، وبدفعهم للتصدي للفساد الحكومي، وبغرس مبادئ التسامح الإنساني في قلوبهم.
إن حياة الشقيري الخاصة في ذمة الله، هو أدرى بها وهو من سيحاسبه عليها ولسنا نحن، ولنأخذ من الناس ظاهرهم ونترك الخفايا لربّ الخفايا، ولا يهم إن كان أحمد يحمل شهادة دكتوراة في الفقه المقارن أم شهادة ثانوية.
وقد لا يستطيع الشقيري أن يخترع سيارة أو هاتفاً، ولكنه على الأقل يقول لأبنائنا وبناتنا: «أنتم تستطيعون»، فلقد جَدّدَ عندما اكتفى الآخرون بالتقليد، وعلّم الناس احترام العدالة والاهتمام بالمعاقين، عندما انكب الآخرون على تعليمهم مواصفات الفرق الضالة والباطنية.
إن أعظم خدمة يُقدمها أحدنا للأمة اليوم هو أن يمنح أجيالها القادمة أملاً بغدٍ أفضل، فمن فقد الأمل مات قبل أوانه.
يقول شوقي:
)الناس صنفانِ موتى في حياتِهِمُ وآخرون ببطن الأرض أحياءُ)
المصدر : صحيفة البيان الإلكترونية
الكاتب : ياسر حارب
التاريخ: 13 أغسطس 2011
معضلة الشخص المعطاء والراكب المجاني
من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...
-
من المعروف وجود عوامل محددة وواضحة تؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المخرجات بشكل عام سواء كنا نتكلم عن شخص، أو مؤسسة، او اقتصاد دولة. ت...
-
نحن لا نتغير مشاعرنا تبقى ثابتة، مايتغير مع الزمن طاقة تحملنا والقدرة على المحاولة، قدرة الاستمرار على الكلام أو حتى على الصمت. تدور العلاقا...
-
من المحمود دائماً البذل والعطاء ومشاركة المعارف بحيث يستفيد منها أكبر قدر من الناس. عندما تتوفر رغبة قوية في العطاء لدى المهنيين، نراها تؤثر...