الإرهاب يسمم التفكير - اتهام مجاني للمسلمين بعد الهجوم
قبل أن حُسم أن الجاني نرويجي، ظن كثيرون في ألمانيا أن متطرفين مسلمين يقفون وراء الهجوم، كتنظيم القاعدة مثلا. وقد ثبت أن هذا الاعتقاد خاطئ. لكن لماذا اعتقد الناس ذلك في البداية وكيف أخطأوا التقدير إلى هذا الحد؟
يصاب المرء بالذهول أمام عمل إرهابي بهذه الفظاعة، بغض النظر عمن يقف وراءه: يمينيون أم يساريون، أو أصوليون تابعون لهذا الدين أو ذاك، أو إن كان عملا منظما أم فرديا. كما لا يوجد فرق لدى ضحايا الإرهاب، القتلى منهم والجرحى، بين الأفكار التي تقف وراء الدافع. ضحايا الإرهاب أبرياء. لهذا السبب يُنظر إلى الإرهاب باحتقار، بغض النظر عمن يمارسه.
كذلك يصبح الإرهاب إرهابا، لأن آثاره تتعدى ضحاياه المباشرين. فالإرهاب يخيف: هل ستكون مدينتي، أو طائرتي، أو المهرجان الذي أنوي زيارته الهدف المقبل؟ لذلك، لا يكف السياسيون عن مطالبة الناس بعدم تغيير سلوكهم خوفا من الإرهاب، لأن هذا سيعني أن الإرهاب قد انتصر، وهذا صحيح.
لكن الإرهاب يخيف أكثر من ذلك: إنه يثير الخوف من المهاجمين المحتملين. فهل جاري أو الشخص الجالس قربي في القطار خطير لأنه ملتح أو يرتدي ملابس معينة، أو مسلم وشكله غريب؟
من الواضح أن الإرهاب يسمم التفكير! لأن المخاوف تنتج الأحكام المسبقة وتنتج حتى الخوف بشكله المرضي. لذا لا بد من الحيلولة دون أن يصل الأمر في مجتمعات حرة وديمقراطية إلى هذا الحد.
فيليكس شتاينر خبير دويتشه فيلهفيليكس شتاينر خبير دويتشه فيلهومن المؤشرات على مدى تسمم التفكير في أوروبا: النجاحات الانتخابية الأخيرة التي حققتها الأحزاب المعادية للأجانب والإسلام في دول أوروبية كثيرة، وردود الأفعال في الساعات الأولى بعد الهجومين في النرويج.
كل العناصر كانت متوفرة للاستنتاجات الخاطئة: فالنرويج لديها وحدة عسكرية تقاتل في أفغانستان، وهي تشارك في غارات حلف الناتو على ليبيا. إذن لا بد أن يكون مفجر القنبلة في الحي الحكومي في أوسلو مسلما طبعا. ثم جاء بعد ساعتين ونصف الساعة الهجوم على معسكر الشبيبة، والاستنتاج كان طبعا: أليس هذا سمة مميزة لتنظيم القاعدة، أي القتل في أكثر من موقع في أوقات متقاربة؟
وحتى الأخبار التي وردت بعد ذلك لم تجعل خبراء الإرهاب في التلفزيونات الألمانية يغيرون تحليلهم ويَحيدون عن هذا الاستنتاج. إذ ماذا يعني أن يكون الشاب المعتقل نرويجي الجنسية؟ هناك مهاجرون مسلمون كثيرون في النرويج. المعتقل شعره أشقر وهو أزرق العينين؟ إذن قد يكون نرويجيا ممن اعتنقوا الإسلام، وهؤلاء يكونون متعصبين لدينهم الجديد، والألمان يعرفون ذلك جيدا منذ ما يُعرف بخلية زاورلاند قبل أربع سنوات.
ترى كيف كان شعور المسلمين المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا وهم يستمعون إلى هذه الأقوال في محطات التلفزة الألمانية؟ لا أحد يمكنه أن يعيب عليهم إذا شعروا بأنهم مرفوضون ومهمّشون. ومثل هذه اللحظات قد تسمم التفكير أيضا.
لكن الآن بتنا نعرف أن الرجل المعتقل ليس مسلما بالتأكيد، بل هو مسيحي متطرف، وأن الوقت مازال مبكرا بالنسبة لاستنتاجات أخرى. أما الأمر الأكيد فهو أن الإرهاب فعل حقير: في المقام الأول بسبب الضحايا، لكن أيضا لأنه يسمم التفكير بشدة.
فيليكس شتاينر
قبل أن حُسم أن الجاني نرويجي، ظن كثيرون في ألمانيا أن متطرفين مسلمين يقفون وراء الهجوم، كتنظيم القاعدة مثلا. وقد ثبت أن هذا الاعتقاد خاطئ. لكن لماذا اعتقد الناس ذلك في البداية وكيف أخطأوا التقدير إلى هذا الحد؟
يصاب المرء بالذهول أمام عمل إرهابي بهذه الفظاعة، بغض النظر عمن يقف وراءه: يمينيون أم يساريون، أو أصوليون تابعون لهذا الدين أو ذاك، أو إن كان عملا منظما أم فرديا. كما لا يوجد فرق لدى ضحايا الإرهاب، القتلى منهم والجرحى، بين الأفكار التي تقف وراء الدافع. ضحايا الإرهاب أبرياء. لهذا السبب يُنظر إلى الإرهاب باحتقار، بغض النظر عمن يمارسه.
كذلك يصبح الإرهاب إرهابا، لأن آثاره تتعدى ضحاياه المباشرين. فالإرهاب يخيف: هل ستكون مدينتي، أو طائرتي، أو المهرجان الذي أنوي زيارته الهدف المقبل؟ لذلك، لا يكف السياسيون عن مطالبة الناس بعدم تغيير سلوكهم خوفا من الإرهاب، لأن هذا سيعني أن الإرهاب قد انتصر، وهذا صحيح.
لكن الإرهاب يخيف أكثر من ذلك: إنه يثير الخوف من المهاجمين المحتملين. فهل جاري أو الشخص الجالس قربي في القطار خطير لأنه ملتح أو يرتدي ملابس معينة، أو مسلم وشكله غريب؟
من الواضح أن الإرهاب يسمم التفكير! لأن المخاوف تنتج الأحكام المسبقة وتنتج حتى الخوف بشكله المرضي. لذا لا بد من الحيلولة دون أن يصل الأمر في مجتمعات حرة وديمقراطية إلى هذا الحد.
فيليكس شتاينر خبير دويتشه فيلهفيليكس شتاينر خبير دويتشه فيلهومن المؤشرات على مدى تسمم التفكير في أوروبا: النجاحات الانتخابية الأخيرة التي حققتها الأحزاب المعادية للأجانب والإسلام في دول أوروبية كثيرة، وردود الأفعال في الساعات الأولى بعد الهجومين في النرويج.
كل العناصر كانت متوفرة للاستنتاجات الخاطئة: فالنرويج لديها وحدة عسكرية تقاتل في أفغانستان، وهي تشارك في غارات حلف الناتو على ليبيا. إذن لا بد أن يكون مفجر القنبلة في الحي الحكومي في أوسلو مسلما طبعا. ثم جاء بعد ساعتين ونصف الساعة الهجوم على معسكر الشبيبة، والاستنتاج كان طبعا: أليس هذا سمة مميزة لتنظيم القاعدة، أي القتل في أكثر من موقع في أوقات متقاربة؟
وحتى الأخبار التي وردت بعد ذلك لم تجعل خبراء الإرهاب في التلفزيونات الألمانية يغيرون تحليلهم ويَحيدون عن هذا الاستنتاج. إذ ماذا يعني أن يكون الشاب المعتقل نرويجي الجنسية؟ هناك مهاجرون مسلمون كثيرون في النرويج. المعتقل شعره أشقر وهو أزرق العينين؟ إذن قد يكون نرويجيا ممن اعتنقوا الإسلام، وهؤلاء يكونون متعصبين لدينهم الجديد، والألمان يعرفون ذلك جيدا منذ ما يُعرف بخلية زاورلاند قبل أربع سنوات.
ترى كيف كان شعور المسلمين المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا وهم يستمعون إلى هذه الأقوال في محطات التلفزة الألمانية؟ لا أحد يمكنه أن يعيب عليهم إذا شعروا بأنهم مرفوضون ومهمّشون. ومثل هذه اللحظات قد تسمم التفكير أيضا.
لكن الآن بتنا نعرف أن الرجل المعتقل ليس مسلما بالتأكيد، بل هو مسيحي متطرف، وأن الوقت مازال مبكرا بالنسبة لاستنتاجات أخرى. أما الأمر الأكيد فهو أن الإرهاب فعل حقير: في المقام الأول بسبب الضحايا، لكن أيضا لأنه يسمم التفكير بشدة.
فيليكس شتاينر