دعاء النصف من شعبان وأدلة مشروعية الصيام والقيام
دعاء النصف من شعبان
(( اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام لا إله الا انت ظهر اللاجئين و جار المستجرين وأمان الخائفين اللهم ان كنت قد كتبتني عندك في ام الكتاب شقيا او محروما او مطرودا ومقتراً علي في الرزق فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي واكتبني عندك في ام الكتاب سعيداً مرزوقا موفقا للخيرات فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) إلهي بالتجلي الاعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم التي يفرق فيها كل امر حكيم ويبرم أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وأنت به أعلم أنت الأعز الأكرم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم))
وقد جاء في صيام النصف من شعبان
هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا ؟ يعني شعبان . قال : لا . قال فقال له : إذا أفطرت رمضان ، فصم يوما أو يومين ( شعبة الذي شك فيه ) قال : وأظنه قال يومين .
الراوي: أبو قتادة الأنصاري الحارث بن ربعي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1162
خلاصة حكم المحدث: صحيح
قد رجح العلماء ان المقصود بسرر شعبان هي منتصفه ومنهم الامام النووي وقد رجح ان الامام مسلم ايضا يميل لهذا القول حيث اورد حديث عمران بن حصين الوارد بلفظ السرة مفردا وتبعه بحديث عائشة رضي الله عنها و قد رجح هؤلاء مذهبهم بطريقين
الاول : عن طريق اللغة وهو ان اللغة تشهد لهم لأن السرة من الشيئ اوسطه وسرار الوداي اوسطه وخياره
الثاني : عن طريق الشرع لأن حمل الحديث على اخر الشهر غير وراد فآخر يوم من شعبان مكروه الصيام فيه فهو يوم الشك فكيف يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقضاء من لم يصم ذلك اليوم وذلك اليوم يوم كراهة لا يوم ندب ؟
اما بالنسبة للقيام
ففي البداية اورد الاثار التي وردت في فضل هذه الليلة ثم ادرج تعليقا عن الموضوع لأحد ائمة الحديث وهو صاحب تحفة الاحوذي
1- صحيح ابن حبان
عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك أو مشاحن
ورد تعليق من ابو عمر على هذا الحديث : الحديث جاء في فضل الليلة من حيث أن الله يغفر فيها لعباده إلا لمشرك أو مشاحن ، فلا حث فيه على عمل بل هو تحذير من التشاحن والشرك ، ولا دليل على تفضيلها أو تخصيصها بعمل ، ثم أن الحديث يتكلم عن الليلة ، والصوم يكون في اليوم لا الليلة فكيف نقوي هذا بذاك ؟!
ان كان الله يغفر لعباده في هذه الليلة فحري بنا ان نكون في اول الواقفين بباب الاستغفار وطلب المغفرة .. وحري بنا الا نكون من المتشاحنين او المشركين بهذا يكتمل معنى الحديث اما بما ذكرت منه فقد اوردت نصف المعنى للحديث فقط !!
2- سنن ابن ماجه
باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر لي فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر
عن عائشة قالت فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قالت قد قلت وما بي ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب
عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقة إلا لمشرك أو مشاحن
حدثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ثنا بن لهيعة عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبيه قال سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
3- سنن الترمذي
عن عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع فقال أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قلت يا رسول الله إني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وفي الباب عن أبي بكر الصديق قال أبو عيسى حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمدا يضعف هذا الحديث وقال يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة والحجاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير
4- السنن الصغرى للبيهقي
عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد لحقدهم حتى يدعوه
حديث مكحول جاء موقوفا ومرفوعا
5- مصنف عبد الرزاق
عن كثير بن مرة أن الله يطلع ليلة النصف من شعبان إلى العباد فيغفر لأهل الأرض إلا رجل مشرك أو مشاحن
6- المعجم الكبير
عن أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويملي الكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه
7- مسند إسحاق بن راهويه
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان ليلة النصف من شعبان نزل الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيغفر من الذنوب عدد شعر غنم الكلب
8- مسند أحمد بن حنبل ج6/ص238
عن عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال لي أكنت تخافين ان يحيف الله عليك ورسوله قالت قلت ظننت انك أتيت بعض نسائك فقال ان الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب
ان كل ما تقدم من اثار تنهض بمجموعها لتدل على ثبوت سنية الصيام والقيام في النصف من شعبان كعبادة مسنونة عن النبي صلى الله عليه وسلم سار على نهجها السلف الصالح وليست ببدعة مبتدعة كما تصور هذا ان اخذنا بمبدأ الابتداع وعدم وجود سنة حسنة او سيئة ووافقنا على مبدأ التخصيص بدون مخصص
ويكفينا في هذا الصدد قول صاحب تحفة الاحوذي وما ورد من أثار تعددت طرقها وتعددت متونها لتفيد معنى واحد وهو استحباب الصيام والقيام
فمن لم يسلم بهذه الاثار ولم يرى صحة العمل بها فليقصر ذلك على نفسه ولا يتهم غيره بالمجاهرة بالابتداع وتغير معالم الدين والخروج عن نهج السلف الصالح فقد تقدم من أقوال ذلك السلف ما يكفي ليكون دليلا واضحا على سنية كل من الصيام والقيام واما الضعف الذي ورد في الاحاديث فقد حكم احد ائمة الحديث بنهوض مجموعها للدلالة على تلك السنية .... والله أعلم